الآية رقم (139) - وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

ألسنا نعلم أنّ الأجل مكتوب؟ فكيف أطالت صلة الرّحم عمره؟ وكيف وسّعت رزقه؟ نلاحظ عمق الكلام النّبويّ؛ لأنّ الكلام النّبويّ من المشكاة الإلهيّة: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النّجم]،  فعندما يقول رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: إنّ صلة الرّحم تطيل العمر فهي تطيله بعمقه ولا تطيله بالطّول الزّمنيّ، الطّول الزّمنيّ مكتوب: ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ[الرّعد: من الآية 38]،  ولكن تطيل العمر بأثره لأنّك عندما تصل رحمك يبقى أثرك موجوداً زمناً أطول من خلال صلة الرّحم، فدائماً يجب أن ننظر إلى عمق الكلمة وعمق المعنى وليس إلى المظهر الحرفيّ فقط ليستوعب الأمر الزّمان والمكان، فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَلاَ تَهِنُوا المراد في أيّ معركة وفي أيّ موقعة وفي أيّ أمر من الأمور، لا تضعفوا ولا تحزنوا إذا كنتم مع الله، وأنتم الأعلون.

وَلا تَهِنُوا: الواو عاطفة تهنوا مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة ومثلها «وَلا تَحْزَنُوا»

وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ: أنتم مبتدأ الأعلون خبره مرفوع بالواو والجملة في محل نصب حال

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: إن الشرطية وكان واسمها وخبرها وفعل كان في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله.

وَلا تَهِنُوا: تضعفوا عن قتال الكفار، من الوهن: الضعف في العمل وفي الرّأي وفي الأمر.

وَلا تَحْزَنُوا: على ما أصابكم بأحد أو غيرها من المعارك من الهزيمة.

والحزن: ألم يعرض للنّفس من فقد ما تحبّ.

وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ: بالغلبة عليهم.

إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ: حقِّا.