الآية رقم (108) - وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

﴿كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ﴾: التّزيين: هو جمال العرض للاستمالة والانجذاب، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الكهف]، فبالنّسبة لأمّة محمّد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم فالتّزيين والعمل يكونان من خلال النّقاش الواقعيّ والعلميّ، وعدم الدّخول في المهاترات، وعدم السّباب حتّى لو كنتم تعلمون أنّكم على حقٍّ، حتّى لا يتجاوزوا حدودهم في نقاشهم معكم كما بيّن المولى سبحانه وتعالى.

﴿ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ﴾: فالمرجع إلى الله سبحانه وتعالى.

﴿فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾: هو الّذي ينبّئ الإنسان عندما تنشر الصّحف، وهو من سيحاسب النّاس على العقائد، فكلّ الادّعاءات بأنّ الدّين الإسلاميّ يلغي الآخر باطلةٌ بموجب هذه الآية.

وَلا تَسُبُّوا: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل

الَّذِينَ: اسم موصول في محل نصب مفعول به.

وجملة (يَدْعُونَ): صلة الموصول لا محل لها

مِنْ دُونِ: متعلقان بمحذوف حال: معبودين من دون الله.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

فَيَسُبُّوا اللَّهَ: الفاء عاطفة، يسبوا: مضارع معطوف على تسبوا مجزوم بحذف النون، والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة معطوفة، ويمكن أن تكون الفاء فاء السببية الناصبة.

عَدْواً: حال منصوبة

بِغَيْرِ: متعلقان بعدوا

عِلْمٍ: مضاف إليه.

كَذلِكَ: الكاف حرف جر. ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالكاف، والجار والمجرور متعلقان بمصدر محذوف التقدير: زيّنا للكافرين أعمالهم تزيينا كتزييننا لكل أمة عملهم.

زَيَّنَّا … عَمَلَهُمْ: فعل ماض وفاعل ومفعول به

لِكُلِّ: متعلقان بالفعل قبلهما

أُمَّةٍ: مضاف إليه، والجملة مستأنفة لا محل لها.

ثُمَّ: عاطفة

إِلى رَبِّهِمْ: متعلقان بمحذوف خبر

مَرْجِعُهُمْ: مبتدأ مرفوع والجملة الاسمية معطوفة على جملة (كَذلِكَ زَيَّنَّا) قبلها.

فَيُنَبِّئُهُمْ: فعل مضارع والهاء مفعوله، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة معطوفة

بِما كانُوا يَعْمَلُونَ: ما: مصدرية والمصدر المؤول في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما فينبئهم بعملهم.

وجملة (يَعْمَلُونَ): خبر كانوا.

يَدْعُونَ: يدعونهم مِنْ دُونِ اللَّهِ أي الأصنام، وعبّر عن الأصنام وهي لا تعقل بالذين مجاراة لمعتقد الكفرة فيها.

عَدْواً: اعتداء وظلماً

بِغَيْرِ عِلْمٍ: أي جهلاً منهم بالله

كَذلِكَ: كما زينا لهؤلاء ما هم عليه

زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ: من الخير والشر، فأتوه

مَرْجِعُهُمْ: في الآخرة

فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ: فيجازيهم به.