الآية رقم (169) - وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ

﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً[آل عمران: من الآية 145]، ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف]،  إذا نظرتم إلى الشّهيد والجراح تعلو جسده تحسبون أنّه ميّت، لكنّ الله يقول: إنّه حيّ، وهي حياة (عنديّة):

﴿عِندَ رَبِّهِمْ، إذاً هناك فارق بين ما عندك وبين ما عند ربّك، فعندما أتعرّض لقضيّة دنيويّة حياتيّة يكون منظاري منظاراً بشريّاً، وفي حالة النّظرة البشريّة يكون كلّ شيء ناقصاً؛ لأنّ النّاظرين في عالم أغيار، أنت حيّ الآن لكنّك سوف تموت، لكن عندما تستشهد يقول الله سبحانه وتعالى عنك:

﴿أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْأي إنّهم لن يموتوا وهم في حياة موصولة عند ربّهم

﴿يُرْزَقُونَ: الرّزق من آلات الحياة، فالإنسان يحتاج إلى رزق في الحياة وليس بعد الموت، لكنّ الله أراد أن يؤكّد لكلّ النّاس ولأسر الشّهداء أنّهم يستقبلون كامل حظّهم من الحياة وألّا يحزنوا؛ لأنّ الشّهداء في أعلى مرتبة؛ لأنّهم لن يمرّوا بمرحلة البرزخ، فقد انتقلوا مباشرة للحياة عند الله سبحانه وتعالى، لكن أنت لا تدري بهذ؛ لأنّك في عنديّة البشر، أمّا هنا فهي عنديّة الله سبحانه وتعالى.

وَلا تَحْسَبَنَّ: الواو استئنافية لا ناهية جازمة تحسبن فعل مضارع مبني على الفتح في محل جزم ونون التوكيد لا محل لها والفاعل أنت

الَّذِينَ: اسم موصول مفعول به أول والجملة مستأنفة

قُتِلُوا: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة صلة

فِي سَبِيلِ: متعلقان بقتلوا

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

أَمْواتاً: مفعول به ثان

بَلْ: حرف عطف وإضراب

أَحْياءٌ: خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم أحياء

عِنْدَ: ظرف مكان متعلق بمحذوف صفة أحياء أو بيرزقون

رَبِّهِمْ: مضاف إليه

يُرْزَقُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول ونائب فاعل والجملة صفة لأحياء وقيل خبر.

فِي سَبِيلِ اللَّهِ: أي لأجل دينه.

يُرْزَقُونَ: يأكلون من ثمار الجنة.