الآية رقم (224) - وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

أوّلاً: (أَن تَبَرُّوا)، البرّ كما قلنا: ليس هو كلمة تُقال، وبيّنت الآيات بشكل واضح عندما مرّت معنا آية البرّ: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة]، البرّ واسع وله وجوه متعدّدة، ويجب أن تكون هي شعار المجتمع، ومن أهم عناصر البرّ هو الإنفاق في سبيل الله، لذلك وجدنا في هذه الآية أنّه بعد أن تحدّث أنّ البرّ ليس أن تولّوا وجوهكم قِبَل المشرق والمغرب، ولكنّ البرّ: (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ) إيتاء المال، واليوم نرى النّاس في مجتمعنا بحاجة

وَلا تَجْعَلُوا: الواو استئنافية لا ناهية جازمة تجعلوا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل

اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به أول

عُرْضَةً: مفعول به ثان

لِأَيْمانِكُمْ: متعلقان بعرضة والجملة استئنافية

أَنْ: حرف مصدري ونصب

تَبَرُّوا: مضارع منصوب والواو فاعل، والمصدر المؤول مفعول لأجله والتقدير مخافة بركم

وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا: مثل تبروا

بَيْنَ: ظرف مكان متعلق بتصلحوا

النَّاسِ: مضاف إليه

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: مبتدأ وخبران والجملة استئنافية أو اعتراضية.

عُرْضَةً: هي المانع المعترض دون الشيء.

لِأَيْمانِكُمْ: أي ما حلفتم عليه من البر والتقوى والإصلاح

ويكون: أَنْ تَبَرُّوا بدلا من أيمانكم، ويكون المعنى: لا تجعلوا الله مانعاً من البر، وهذا المعنى موافق لخبر الصحيحين في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفّر عن يمينه» .