لا يظنّ أحد أنّه بفساد الأخلاق يمكن أن يعمّر بلداً، لذلك قال نبيّنا عليه الصّلاة والسّلام: “إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق“([4]). ولذلك قال ربّنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) [هود: من الآية 112]، وليس كما رغبت، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ * وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ * وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) [فصّلت]، فهذه قمّة الاستقامة والأخلاق، فالدّين لا يدعو إلى الحسن فقط، إنّما يدعو إلى الأحسن، عن الحسن عن الحسن عن الحسن بن أبي الحسن عن الحسن عن جدّ الحسن عليه الصّلاة والسّلام: “إنّ أحسن الحسن الخُلُق الحسن“([5]).
فإذا أردنا أن نبني المجتمع فيجب أن نكرّس الأخلاق، والأخلاق لا تأتي إلّا من الضّوابط الشّرعيّة.