﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾: كذّبوا بالقرآن الكريم.
﴿وَهُوَ الْحَقُّ﴾: القرآن الكريم هو الحقّ، والتّكذيب بدأ في عهد النّزول وهو مستمرٌّ إلى أن يرث الله عزَّ وجلّ الأرض ومن عليها، لكن بأساليب وطرقٍ متعدّدةٍ، فعندما نزل كانوا يقولون: ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الفرقان: من الآية 5]، وكانوا يقولون عن النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ساحرٌ أو مجنونٌ: ﴿كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ﴾ [الذّاريات]، ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ [فصّلت]، كذّبوا بالقرآن الكريم؛ لأنّه جاء بالمنهج الإلهيّ الّذي يمنع النّاس من الهوى، والنّاس تتصارع لكنّها لا تختلف بكلّ ما يخضع للتّجربة، أي للعلم، فلا يوجد كهرباء روسيّة وكهرباء أمريكيّة، ونظريّة الجاذبيّة الأرضيّة أو النّظريّات الفضائيّة أو التّقنيّات الحديثة كلّ البشر يستفيدون منها، وقد تتعاضد كلّ الدّول من أجلها؛ لأنّها لا تخضع للهوى، وليست قيميّة، وإنّما هي بالتّجربة، أمّا فيما يتعلّق بالمنهج والقيم فترى صراع الرّأسماليّة والاشتراكيّة والشّيوعيّة والمذهب كذا والرّأي كذا… إذاً يختلف البشر، وقد يؤدّي هذا الاختلاف إلى حروبٍ، لذلك فإنّ المنهج يأتي من عند الله سبحانه وتعالى، وأوّل من يعترض على المنهج هم المفسدون في الأرض، فلذلك اعترضوا على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ﴿وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ﴾.