هناك فريقان: الفريق الأوّل هم الّذين كفروا بالإسلام وعادوا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، والفريق الثّاني هم الّذين آمنوا واضطهدوا، ووقفوا أمام زعماء قريش في ذلك الوقت، والله سبحانه وتعالى يبيّن أنّ كلّ ما مرّ من المعارك الّتي جرت بين الحقّ والباطل، إنّما هي فتنةٌ، والفتنة: هي اختبارٌ.
﴿وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾: أي هناك قسمٌ آمن وقسمٌ لم يؤمن.
﴿لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا﴾: هم يستضعفون هؤلاء المساكين والفقراء الّذين آمنوا بالنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقالوا: أهؤلاء منّ الله عليهم من بيننا؟ فيجيب المولى سبحانه وتعالى صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾، إذاً الله سبحانه وتعالى يعلم من هو الشّاكر، والشّاكر هو الّذي يصبر على البلاء، ويشكر في النّعماء، الشّاكر هو المؤمن الحقيقيّ الّذي إذا أصابته مصيبةٌ قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وأرجع الأمر لله سبحانه وتعالى.