الآية رقم (137) - وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ

﴿وَكَذَٰلِكَ﴾: أي بذلك زيّن لكثيرٍ من المشركين قتل أولادهم. فقد كان من عادات العرب في الجاهليّة قتل أولادهم عند الولادة إذا كانوا لا يمتلكون المال الكافي للإنفاق عليهم، بالإضافة إلى عادة وأد البنات، فبيّن الله سبحانه وتعالى لنا في آيتين منفصلتين ما يتعلّق بموضوع قتل الأولاد، فقال جلَّ جلاله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ﴾ [الأنعام: من الآية 151]، والإملاق: الفقر، وفي آيةٍ أخرى يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ﴾ [الإسراء: من الآية 31]، والفرق بين الآيتين أنّه عندما قال الله سبحانه وتعالى في الأولى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ﴾: أي من فقرٍ واقعٍ عليكم الآن؛ لأنّه قال بعدها: ﴿نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ﴾، فأنت في حالة فقرٍ، والله سبحانه وتعالى تكفّل برزقهم بعد ولادتهم، أمّا عندما قال: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ:﴾ أي خوفاً من الفقر إذا جاءكم أولادٌ، فقال سبحانه وتعالى: ﴿نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ﴾، أي يأتي الولد ورزقه معه، فهذا القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النّساء].

وَكَذلِكَ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لمفعول مطلق محذوف زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم تزيينا كائنا مثل ذلك التزيين في شركهم يزين لما مضى.

لِكَثِيرٍ: متعلقان بالفعل قبلهما ومن المشركين متعلقان بمحذوف صفة لكثير.

قَتْلَ: مفعول به مقدم.

أَوْلادِهِمْ: مضاف إليه.

شُرَكاؤُهُمْ: فاعل مؤخر والجملة استئنافية لا محل لها.

لِيُرْدُوهُمْ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعل. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بزيّن.

وَلِيَلْبِسُوا: مثل يردوا، فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده

عَلَيْهِمْ: والواو فاعله

دِينَهُمْ: مفعوله، والجملة معطوفة.

وَلَوْ شاءَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعله ولو حرف شرط غير جازم والجملة مستأنفة.

ما فَعَلُوهُ: فعل ماض وفاعل ومفعول به وما نافية والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

فَذَرْهُمْ: الفاء الفصيحة. وأمر ومفعوله وفاعله مستتر

وَما: الواو عاطفة أو للمعية. ما اسم موصول أو مصدرية أي ذرهم وافتراءهم.

يَفْتَرُونَ: الجملة صلة الموصول.

قَتْلَ أَوْلادِهِمْ :بالوأد

شُرَكاؤُهُمْ: من الجن

لِيُرْدُوهُمْ: يهلكوهم بالإغواء

وَلِيَلْبِسُوا: يخلطوا