وكلمة عدوّ تأتي للمفرد والمثنّى والجمع، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشّعراء]، أي كلّ الأصنام والتّماثيل عدوٌّ لي، واستخدم الكلمة ذاتها في قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾ [الأعراف]، لكن نجد أنّ المولى سبحانه وتعالى في آياتٍ أخرى يستخدم كلمة أعداء ولا يستخدم كلمة عدوّ، يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾ [آل عمران: من الآية 103]، فمتى تأتي كلمة أعداء؟ ومتى تأتي كلمة عدوّ؟ الجواب: عندما تكون العداوة لأسبابٍ متعدّدةٍ، (عدوٌّ يُعاديك لمنصبك، وعدوٌّ يُعاديك لعملك، وعدوٌّ يُعاديك لنجاحك)، يستخدم المولى سبحانه وتعالى كلمة: ﴿أَعْدَاءً﴾، أمّا إن اجتمع كلّ الأعداء لسببٍ واحدٍ فيستخدم كلمة: ﴿عَدُوّ﴾؛ لأنّ كلّ التّماثيل شيءٌ واحدٌ وعداوةٌ واحدةٌ.
﴿شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ﴾: الشّيطان: لغةً مشتقٌّ من (شطن) بمعنى: بَعُدَ، فهو بعيدٌ عن الخير مُستغرقٌ في الشّرّ، واصطلاحاً: اسمٌ لكلّ شريرٍ مُفسدٍ من الجنّ والإنسِ، فالشّرير والقاتل والمجرم والسّارق والمفتري والكذّاب والمحتال والنّصّاب.. هذه كلّها صفاتٌ وأسماءٌ لشياطين الإنس، وشياطين الجنّ هم الجنّ الكافر، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)﴾ [النّاس].