الآية رقم (157) - وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا

قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران]،  حملته من دون أبٍ، من دون رجلٍ، ومن المعلوم أنّ الولد يأتي من تزاوج الذّكر والأنثى، لكن هنا قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران]، خلق آدم عليه السَّلام من ترابٍ من دون أبٍ وأمٍّ، فليس عسيراً على الله سبحانه وتعالى أن يخلق من أمٍّ من دون أبٍ.

ولا بدّ من البيان للنّاس جميعاً بأنّ قولنا هذا ليس مدعاةً للخلاف والنّزاع، ويجب أن يعتاد النّاس على أنّ الخلاف لا يفسد للودّ قضيّة، قال تعالى: ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ [الكافرون]. لا نأخذ الجزئيّات الدّينيّة أوّلاً، نحن نؤمن أوّلاً بالله سبحانه وتعالى منزّل هذه الجزئيّات ونصدّق بعد ذلك ما يقوله تبارك وتعالى، فالأصل في التّديّن هو الإيمان بالله عزَّ وجلّ.

﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ﴾: عندهم شكٌّ في الأمر؛ لأنّه شبّه لهم.

﴿مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾: انتقل الشّكّ إلى الظّنّ ولكنّهم لم يقتلوه عليه السَّلام. فالمطلوب منّي كمسلمٍ أن أعظّم وأكرّم السّيّد المسيح عليه السَّلام، فالإيمان به هو إيمانٌ لا يتجزّأ من الإيمان بالله سبحانه وتعالى وملائكته وكتبه ورسله عليهم السَّلام: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ﴾ [البقرة: من الآية 285].

وَقَوْلِهِمْ: عطف على قولهم قبلها

إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ: إن ونا اسمها والجملة الفعلية بعدها خبرها

جملة «إِنَّا» مقول القول

عِيسَى: بدل من المسيح

ابْنَ: صفة أو بدل من عيسى

مَرْيَمَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية وللتأنيث

رَسُولَ اللَّهِ: بدل من المسيح أو صفة الله لفظ الجلالة الله مضاف إليه

وَما قَتَلُوهُ: فعل ماض والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة حالية وما نافية

وَما صَلَبُوهُ: عطف

وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل الماضي المبني للمجهول قبلهما ونائب الفاعل مستتر ولكن حرف استدراك والجملة معطوفة.

وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ: إن واسم الموصول اسمها والجملة صلة الموصول وفيه متعلقان باختلفوا والجملة مستأنفة

لَفِي شَكٍّ مِنْهُ: اللام هي المزحلقة والجار والمجرور بعدها متعلقان بمحذوف خبر إن ومنه متعلقان بشك

ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ: لهم متعلقان بمحذوف خبر مقدم به متعلقان بعلم من حرف جر زائد وعلم اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ

إِلَّا: أداة استثناء

اتِّباعَ: مستثنى منقطع منصوب

الظَّنِّ: مضاف إليه والجملة مستأنفة.

وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً: ما نافية وفعل ماض وفاعل ومفعول به ويقينا حال منصوبة والجملة معطوفة.

إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ: أي في زعمهم، فبمجموع ذلك عذبناهم