الآية رقم (14) - وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا

لقد كان الأليق بكم والأجدر بعد نِعَم الإيجاد والإمداد أن تُوَقِّروه تعالى، فما لكم لا تُبَجِّلونه تعالى، ولا تُعَظِّمونه تعالى حقّ عظمته، وقد قال تعالى في آيةٍ أخرى: ﴿مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾[الحجّ]، فهم لم يُعطوا الله تعالى حقّ قدره، ومعنى القدر معرفة المقدار، فلو عرفوا قدر الله عز وجل وعظمته ما عبدوا غيره، وما أشركوا معه تعالى غيره، وإذا كان الحقّ تعالى قد لفت أنظارنا إلى قدرة العظيم بأنّه قويّ عزيز، وبخلق الأرض والسّموات وأنّهما تحت قدرته تعالى يوم القيامة، فإنّ الحقّ تعالى لفتنا هنا إلى خَلْق الإنسان، فقال عز وجل: