الآية رقم (8) - وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ

﴿وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ﴾: ولو نزل مَلَكٌ فسينزل بهيئة بشر، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام].

﴿وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ﴾: لو أنّ الله سبحانه وتعالى يريد أن يكون النّاس خاضعين ومؤمنين لانتهى الأمر، ولأَهْلَكهم عندما رأوا البيّنة والمعجزة ولم يؤمنوا بها، ولو أنزل الله سبحانه وتعالى ملَكاً لشكّكوا أيضاً في هذا الـمَلَك.

﴿ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ﴾: أي لا يُمهَلون، بل يأتيهم العذاب.

في الآية فعلان مبنيان للمعلوم وفاعلهما هما: قالوا، أنزلنا

وثلاثة مبنية للمجهول ونائب فاعلها أنزل ملك، قضي الأمر، ينظرون.

وجملة (قالوا): مستأنفة

وجملة (أنزل): بعدها مقول القول

وجملة (أنزلنا): مستأنفة كذلك

وجملة (لقضى): جواب لولا لا محل لها

وجملة (ينظرون): معطوفة عليها.

أُنْزِلَ: هلا.

لَقُضِيَ الْأَمْرُ: أي لتّم أمر هلاكهم.

ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ: أي لا يمهلون لتوبة أن معذرة، كعادة الله فيمن قبلهم عند وجود مقترحهم إذا لم يؤمنوا.