فليس الأمر أمر طعام وشراب فقط، إنّما الحقّ تعالى يمتنّ على المؤمنين بما يشتهون من الفواكه الّتي تسرُّ القلب وتُفرحُه، فواكه يتلذَّذون بها، يأكلون منها كلّما اشتهوا، لا يخافون ضرّها ولا عاقبة مكروهها، وهي فواكه من سائر أنواع الثّمار مهما طلبوا وجدوا.
وقد وصف الحقّ تعالى فاكهة الجنّة فقال: ﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ [الواقعة]، فنفى عنها عيوب فواكه الدّنيا؛ لأنّها تأتي في وقتٍ وتنقطع في وقت؛ ولأنّها ممنوعة إلّا بالثّمن، ولها آفات كثيرة، وليس في فواكه الجنّة آفة.