الآية رقم (72) - وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

المقابل الآن هو وصف النّعيم الّذي وعد الله سبحانه وتعالى به المؤمنين والمؤمنات، ولا شكّ أنّ الوعد هو بشارةٌ للخير في المستقبل، ولا يستقيم ميزان الحياة إلّا بين الوعد والوعيد، بين بيان الجزاء وبيان الثّواب، فإن اختلّ هذا الميزان وجاء الوعد مكان الوعيد؛ أي كوفئ الّذي لا يعمل، وعوقب الّذي يعمل فسد الكون؛ لأنّ كلّ إنسانٍ يحبّ النّفع لنفسه، فلا بدّ من الوعد كي يتمّ الاجتهاد والعمل، ولا بدّ من الوعيد قبل أن يفسد الإنسان لعلّه يرتدع.

(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ): الجنّة تطلق على البستان والأماكن الجميلة الّتي تملؤها الأشجار والزّهور، وهي عامّةٌ للمؤمنين يتمتعون بها جميعاً.

(خَالِدِينَ فِيهَا): الخلود ليس موجوداً في الدّنيا، فقد تزول عنك النّعمة وتذهب المتعة، كأن تُصاب بكارثةٍ ماليّةٍ أو تخسر خسارةً كبيرةً في تجارتك، أو تكون صحيحاً فتمرض، أمّا في الجنّة فلا تفارق النّعمة ولا تفارقك النّعمة؛ لأنّه ليس هناك أغيارٌ ولا موت.

وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ: فعل ماض وفاعله ومفعولاه والجملة مستأنفة.

تَجْرِي: فعل مضارع.

الْأَنْهارُ: فاعل.

مِنْ تَحْتِهَا: متعلقان بالفعل والجملة الفعلية في محل نصب صفة جنات.

خالِدِينَ: حال منصوبة وعلامة نصبه الياء جمع مذكر سالم.

فِيها: متعلقان بخالدين.

وَمَساكِنَ: عطف على جنات.

طَيِّبَةً: صفة.

فِي جَنَّاتِ: متعلقان بمحذوف صفة ثانية لجنات.

عَدْنٍ: مضاف إليه.

وَرِضْوانٌ: مبتدأ مرفوع ساغ الابتداء بالنكرة لأنها وصف وتعلق الجار والمجرور.

مِنَ اللَّهِ: بهذه الصفة المحذوفة والواو استئنافية.

أَكْبَرُ: خبر

(رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ … ): مستأنفة لا محل لها.

ذلِكَ: اسم إشارة مبتدأ.

هُوَ: ضمير منفصل مبتدأ ثان،

الْفَوْزُ: خبره.

الْعَظِيمُ: صفة وجملة هو الفوز.. خبر اسم الإشارة،

(ذلك هو..): مستأنفة.

جَنَّاتٍ: هي البساتين، الكثيرة الأشجار، الملتفة الأغصان، التي تستر ما حولها من الأرض

وَمَساكِنَ طَيِّبَةً: أي حسنة البناء طيبة القرار

جَنَّاتِ عَدْنٍ: عدن: اسم مكان خاص في الجنة كالفردوس، بدليل قوله تعالى: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ) [مريم 19/ 61] ويدل عليهما روى أبو الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: «عدن: دار الله التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة: النبيون، والصدّيقون، والشهداء، يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك» .

وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ: أي وشيء من رضوان الله أكبر وأعظم من ذلك كله لأن رضاه هو سبب كل فوز وسعادة، ولأنهم ينالون برضاه عنهم تعظيمه وكرامته، والكرامة أكبر أصناف الثواب ذلِكَ إشارة إلى ما وعد الله، أو إلى الرضوان

هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ: وحده دون ما يعدّه الناس فوزًا.