المقابل الآن هو وصف النّعيم الّذي وعد الله سبحانه وتعالى به المؤمنين والمؤمنات، ولا شكّ أنّ الوعد هو بشارةٌ للخير في المستقبل، ولا يستقيم ميزان الحياة إلّا بين الوعد والوعيد، بين بيان الجزاء وبيان الثّواب، فإن اختلّ هذا الميزان وجاء الوعد مكان الوعيد؛ أي كوفئ الّذي لا يعمل، وعوقب الّذي يعمل فسد الكون؛ لأنّ كلّ إنسانٍ يحبّ النّفع لنفسه، فلا بدّ من الوعد كي يتمّ الاجتهاد والعمل، ولا بدّ من الوعيد قبل أن يفسد الإنسان لعلّه يرتدع.
(وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ): الجنّة تطلق على البستان والأماكن الجميلة الّتي تملؤها الأشجار والزّهور، وهي عامّةٌ للمؤمنين يتمتعون بها جميعاً.
(خَالِدِينَ فِيهَا): الخلود ليس موجوداً في الدّنيا، فقد تزول عنك النّعمة وتذهب المتعة، كأن تُصاب بكارثةٍ ماليّةٍ أو تخسر خسارةً كبيرةً في تجارتك، أو تكون صحيحاً فتمرض، أمّا في الجنّة فلا تفارق النّعمة ولا تفارقك النّعمة؛ لأنّه ليس هناك أغيارٌ ولا موت.