الآية رقم (164) - وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا

بقيّة الأنبياء عليهم السَّلام لم يكلّمهم الله سبحانه وتعالى، ففي سورة (طه): ﴿إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى * فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى * فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لاَ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى * وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى * قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى * فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى * قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى * لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾ [طه]، الوحي هنا تكليمٌ، وعندما نتحدّث عن الله سبحانه وتعالى لا نضع صفاته الّتي يشترك فيها النّاس، مثال: الله سبحانه وتعالى قويٌّ وأنت قويٌّ، لا تقل: قوّتي كقوّة الله سبحانه وتعالى، أنت حيٌّ والله سبحانه وتعالى حيٌّ لا يموت، أمّا أنت فتموت، فلا تقل: إنّني حيٌّ كالله سبحانه وتعالى ، لا تقل: إنّني عزيزٌ كالله سبحانه وتعالى، لا يجوز التّشبيه أبداً، دائماً نضع مع الله سبحانه وتعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشّورى: من الآية 11]، فسبحان الله عن أن يكون له شريكٌ أو ندٌّ أو أيّ مثيلٍ وشبيهٍ في أقواله وصفاته وأفعاله، فمثلاً: إن أعدّ مختار القرية مائدةً للنّاس، أو أعدّها محافظ المدينة، أو الوزير فستنسب المائدة إلى الشّخص الّذي أعدّها فهذا محافظٌ وهذا وزيرٌ… وستختلف باختلاف معدِّها، فكيف إن كنت تتحدّث عن الله سبحانه وتعالى الّذي يجمع صفات الكمال والجمال والتي لا حدود لها؟! فدائماً نزّه الله سبحانه وتعالى عن التّشبيه، فعندما تكلَّمَ الله سبحانه وتعالى كيف تكلَّم؟ هل تكلَّم باللّغة؟ نحن نتكلّم من خلال اللّسان ومن خلال الصّوت، فهل تكلّم من خلال الصّوت؟ فنقول: سبحان الله.

وَرُسُلًا: مفعول به لفعل محذوف تقديره: أرسلنا

قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به وعليك متعلقان بالفعل

مِنْ قَبْلُ: ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بمن متعلقان بالفعل

وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ: عطف

جملة «قَصَصْناهُمْ» صفة

وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى: كلّم فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وموسى مفعول به «تَكْلِيماً» مفعول مطلق والجملة مستأنفة.

وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ: روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف من إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس.