انظر لعظمة القرآن الكريم، أتى بمعظم نسل سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام، فهو لم يذكر زكريّا عليه السَّلام، وقال: هارون، ولم يقل: موسى، ممّا يثير تساؤلاً، فهارون أتى على رسالة موسى عليه السَّلام الّذي طلب من الله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا﴾ [طه]، يستغرب الإنسان كيف يُذكر هارون ولا يُذكر موسى، لكن لو تابعنا الآية الّتي تليها علمنا السّبب.
﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ﴾: أي ذكرناهم لك مثل زكريّا لكن الآن لم نذكر اسمهم.
﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾: فهناك الكثير من الرّسل والأنبياء عليهم السَّلام لم يأت الله سبحانه وتعالى على ذكرهم في القرآن الكريم.
﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا﴾: سيّدنا موسى عليه السَّلام تمّ الوحي إليه بطريقين:
– الأوّل: الإعلام بخفاءٍ عن طريق الملائكة.
– والطّريق الثّاني الّذي اختصّه الله سبحانه وتعالى وهو أنّه كلّمه تكليماً.