الآية رقم (164) - وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا

انظر لعظمة القرآن الكريم، أتى بمعظم نسل سيّدنا إبراهيم عليه السَّلام، فهو لم يذكر زكريّا عليه السَّلام، وقال: هارون، ولم يقل: موسى، ممّا يثير تساؤلاً، فهارون أتى على رسالة موسى عليه السَّلام الّذي طلب من الله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا﴾ [طه]، يستغرب الإنسان كيف يُذكر هارون ولا يُذكر موسى، لكن لو تابعنا الآية الّتي تليها علمنا السّبب.

﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ﴾: أي ذكرناهم لك مثل زكريّا لكن الآن لم نذكر اسمهم.

﴿وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾: فهناك الكثير من الرّسل والأنبياء عليهم السَّلام لم يأت الله سبحانه وتعالى على ذكرهم في القرآن الكريم.

﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا﴾: سيّدنا موسى عليه السَّلام تمّ الوحي إليه بطريقين:

        – الأوّل: الإعلام بخفاءٍ عن طريق الملائكة.

        – والطّريق الثّاني الّذي اختصّه الله سبحانه وتعالى وهو أنّه كلّمه تكليماً.

وَرُسُلًا: مفعول به لفعل محذوف تقديره: أرسلنا

قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به وعليك متعلقان بالفعل

مِنْ قَبْلُ: ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بمن متعلقان بالفعل

وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ: عطف

جملة «قَصَصْناهُمْ» صفة

وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى: كلّم فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وموسى مفعول به «تَكْلِيماً» مفعول مطلق والجملة مستأنفة.

وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ: روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي، أربعة آلاف من إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس.