الآية رقم (133) - وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ

أي أنّه جعل شعائر الإسلام وسيلةً لتحصيل القيم، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلّا بعداً»([2])، فبصلاتك تتّصل بربّك، وتصل خلق ربّك، فلا يمكن أن تُسيء للآخرين وأنت تصلّي، إذاً هي دعوة الخير للغير، وكذلك الصّيام، فليس الصّيام بالامتناع عن الطّعام والشّراب، وإنّما بالامتناع عن اللّغو والرّفث، والشّعور بالآخرين وبحاجاتهم، وكذلك الزّكاة والحجّ، وكلّ أركان الإسلام، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [إبراهيم].


([1]) سنن البيهقيّ الكبرى: كتاب الشّهادات، باب بيان مكارم الأخلاق ومعاليها الّتي مَن كان مُتخلِّقاً بها كان من أهل المروءة، الحديث رقم (20571).
([2]) مجمع الزّوائد: كتاب الصّلاة، باب فيمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء، الحديث رقم (3557).

وَرَبُّكَ: الواو استئنافية، ربك مبتدأ.

الْغَنِيُّ: صفة أولى.

ذُو: صفة ثانية مرفوعة بالواو لأنها من الأسماء الخمسة.

الرَّحْمَةِ: مضاف إليه.

إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ: إن حرف شرط جازم ويشأ فعل الشرط ويذهبكم جوابه والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. ويجوز أن يكون الغني خبر أول. ذو خبر ثان والجملة خبر ثالث.

وَيَسْتَخْلِفْ: الجملة معطوفة

مِنْ بَعْدِكُمْ: متعلقان بالفعل قبلهما «ما يَشاءُ» ما اسم موصول في محل نصب مفعول به والجملة معطوفة وجملة يشاء صلة الموصول لا محل لها.

كَما أَنْشَأَكُمْ: الكاف حرف جر. ما مصدرية والمصدر المؤول من ما والفعل بعدها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف نعت لمصدر محذوف.

مِنْ ذُرِّيَّةِ: متعلقان بالفعل

قَوْمٍ: مضاف إليهآخَرِينَ: صفة مجرورة بالياء لأنها جمع مذكر سالم.

يُذْهِبْكُمْ: يهلككم يا أهل مكة

وَيَسْتَخْلِفْ: أي ينشئ الخلف وهو الذرية والنسل

كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ: أذهبهم ولكنه أبقاكم رحمة لكم، وقوله مِنْ ذُرِّيَّةِ أي من نسل قوم