أنت تتغيّر: طفلٌ ثمّ يافعٌ ثمّ شابٌ ثمّ رجلٌ ثمّ كهلٌ، صحيحٌ، سقيمٌ، قويٌّ، ضعيفٌ، غنيٌّ، فقيرٌ، عالم أغيارٍ، عن عبد الله بن عمر 8 قال: أخذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بمنكبي فقال: «كُنْ في الدّنيا كأنّك غَريبٌ أو عَابرُ سَبيلٍ»([1])، إيّاكم أن تعتقدوا أنّنا نقلّل من شأن الدّنيا، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ، وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ»([2])، فلا يقل أحدٌ: بأنّ الإسلام ضدّ عمارة الأرض، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة]، لكن على الإنسان أن يعتقد أنّ هناك نهايةً لهذه الحياة، وفي كلّ يومٍ يودّع الإنسان أحباباً وأصدقاءَ وأقرباء وأشقّاء وجيراناً، ويضعهم تحت التّراب، وهو يرى المنظر بعينيه، لذلك فالحياة الدّنيا ليست بدار قرار.
﴿وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ﴾: به أي بالقرآن الكريم.
﴿أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ﴾: تبسل: تمنع وتحبس. ذكّر بالقرآن الكريم بعاقبة مخالفة المنهج.
﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ﴾: أي أُهلكوا وحُبِسوا بالجحيم.
﴿بِمَا كَسَبُواْ﴾: أي بما قدّمت أيديهم.