الآية رقم (120) - وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ

﴿وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ﴾: من سيراقب باطن الإثم؟ عندما نتحدّث عن الأخلاق نقول: لا بدّ من ارتباط الأخلاق بالدّين، فلا يمكن للأخلاق أن تعمّ من دون الارتباط بالدّين؛ لأنّ الدّين هو الّذي يحارب باطن الإثم والّذي هو سبب سوء الأخلاق، فسبحانه يكون الرّقيب على وجدانكم وعلى سرائركم ولا يستطيع أحدٌ أن يراقب الوجدان والسّرائر غيره جلَّ جلاله، في الوقت ذاته إذا علمت أنّ الله سبحانه وتعالى رقيبٌ على قلبك من حسدٍ أو بغضٍ أو كرهٍ أو نميمةٍ أو أيّ أمرٍ، فإنّ الأخلاق تستقيم برقابة الله سبحانه وتعالى على باطن الإثم، أمّا لو أنّنا قلنا: نحن نريد أخلاقاً عاليةً، وكلّ النّاس يحبّون الأخلاق ومكارم الأخلاق، وسنضع قانوناً من أجل تنظيم الأمور وحماية الأملاك والحماية من السّرقة والرّشوة والاختلاس والغشّ والخداع… فإنّ ذلك لن يضمن باطن الإثم، والّذي هو مصدرٌ لظاهر الإثم، لذلك فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ، إن الّذين يكسبون الإثم سيجزون عند الله سبحانه وتعالى، فهناك جزاءٌ على باطن الإثم كما هو على ظاهره، والمولى سبحانه وتعالى يضمن بأنّهم سيجزون بما كانوا يقترفون، وسمّاه كسباً وهو اقترافٌ لباطن الإثم إضافةً لظاهره.

وَذَرُوا ظاهِرَ الْإِثْمِ: فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله ومفعوله والإثم مضاف إليه، والجملة مستأنفة لا محل لها

وَباطِنَهُ: عطف على ظاهر

إِنَّ الَّذِينَ: إن واسم الموصول اسمها

يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها.

سَيُجْزَوْنَ: فعل مضارع مبني للمجهول، والواو نائب فاعل والجملة في محل رفع خبر إن «بِما» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما.

كانُوا يَقْتَرِفُونَ: كان واسمها وجملة يقترفون خبرها وجملة كانوا صلة الموصول لا محل لها.

وَذَرُوا: اتركوا.

ظاهِرَ الْإِثْمِ وَباطِنَهُ: علانيته وسره، والإثم: القبيح، وشرعًا:ما حرمه الله من كل معصية كالزنى والسرقة ونحوهما.

سَيُجْزَوْنَ: في الآخرة.

يَقْتَرِفُونَ: يكتسبون.