الآية رقم (8) - وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا

﴿أَزْوَاجًا﴾: أي ذكوراً وإناثاً.

أكبرُ إعجازٍ علميٍّ موجودٌ فقط بهاتين الكلمتين: ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾، فالمولى لم يشهدنا خلق السّماوات والأرض ولا خلق الإنسان، قال سبحانه وتعالى:﴿مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا[الكهف]، لكنّه أشهدنا النّقيض وهو الموت لذلك قال جلَّ جلاله: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  _الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك]، بدأ بالموت؛ لأنّ الإنسان الّذي يحتضر ويموت، ينتقل بذلك من حالٍ إلى حالٍ، إلى حمأٍ مسنون، إلى صلصالٍ.. كما وصف المولى سبحانه وتعالى، فالبشر من طينٍ، ثمّ ييبس ثمّ يتحلّل ثمّ يتحوّل إلى ترابٍ وماءٍ ثمّ يتبخّر الماء، نعود إلى القضيّة الأساسيّة الّتي فيها إعجازٌ كبيرٌ وهي قوله: ﴿وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا﴾ أي؛ الذّكر والأنثى، فالّذين يقولون: الله جلَّ جلاله غير موجودٍ، نسألهم: إذاً كيف خُلِق الإنسان؟ سيقولون: صدفة، هناك عالـمٌ فرنسيٌّ اسمه بيير يقول: تحدث الصّدفة واحداً على مئتي مليون؛ أي مثلاً آتي وأضع أحرفاً ثمّ أجد هذه الأحرف بالصّدفة أصبحت قصيدةً للمتنبيّ، ثمّ مرّةً ثانيةً أضع هذه الأحرف فتعود وتصير قصيدةً للمتنبيّ، فما هو احتمال ذلك؟ احتمال أن يتكرّر هذا الأمر واحداً على مئتي مليون، فإذاً المولى سبحانه وتعالى يقول: خلقت الذّكر والأنثى، فإذا كان الذّكر خُلِق -كما تقولون- بالصّدفة، فكيف خُلِقت الأنثى؟ علميّاً لا يصحّ، لو قلنا: خُلق الإنسان بالصّدفة، فلا يمكن أن يُخلق ذكرٌ وأنثى بالصّدفة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرّوم].

وَخَلَقْناكُمْ: ماض وفاعله ومفعوله

أَزْواجاً: حال.

والجملة معطوفة على ما قبلها

 

﴿أَزْوَاجًا﴾: أي ذكوراً وإناثاً.