الآية رقم (17) - وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ

نعلم أنّ الشّياطين كانوا يسترقون السّمع لبعضٍ من منهج الله عز وجل الّذي نزل على الرّسل السّابقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يحاولون أن يُضيفوا لها من عندهم ما يُفسِد معناها، وما إنْ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى مُنِع كلّ هذا بأمرٍ من الله عز وجل، يقول جلّ في عُلَاه: ﴿وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ﴾ [الأنعام: من الآية 121]، ولذلك نجد الشّياطين تقول ما ذكره الله سبحانه وتعالى على ألسنتهم في كتابه العزيز: ﴿ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴾ [الجنّ]، وهكذا علمنا أنّهم كانوا يسترقون السّمع، ويأخذون بعضاً من كلمات المنهج ويزيدون عليها قبل نزول القرآن الكريم، وشاء الله سبحانه وتعالى أن يُكِّذب ذلك، فقال: ﴿ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴾.

﴿شَيْطَانٍ﴾: الشّيطان كما نعلم هو عاصي الجنّ.

﴿رَجِيمٍ﴾: المرجوم بالحجارة؛ أي: المطرود من رحمة الله سبحانه وتعالى.

«وَحَفِظْناها» ماض وفاعله ومفعول به والجملة معطوفة

«مِنْ كُلِّ» متعلقان بحفظناها

«شَيْطانٍ» مضاف إليه

«رَجِيمٍ» صفة

وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ. إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه شِهابٌ مُبِينٌ أي كوكب مضيء