الآية رقم (71) - وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ

حَسَب: يعني عدّ، وحسِب: يعني ظنّ، إذاً الفارق بالحركة الإعرابيّة بين حسَب وحسِب.

﴿وَحَسِبُوا﴾: أي ظنّوا ألّا تكون فتنةٌ فعموا وصمّوا.

﴿فِتْنَةٌ﴾: يعني اختبارٌ وابتلاءٌ من الله سبحان وتعالى لشعب بني إسرائيل، نتيجةً لقتلهم وتكذيبهم الأنبياء صلوات الله عليهم، فإذاً هم عموا وصمّوا، ووسائل الإدراك أنت مسؤولٌ عنها، جعلها الله سبحانه وتعالى لك من أجل أن تُسأَل عنها، فأوّل قضيّةٍ هم أعموا أبصارهم، فلماذا قدّم العمى هنا على الصّمم؟ رغم أنّ السّمع دائماً يقدّم على البصر، لكن هنا قدّم البصر والعمى وهو عمى القلب؛ لأنّ التّجربة الّتي يراها الإنسان هي أصدق من التّجربة الّتي يسمعها؛ فعندما تكون الفتنة والاختبار يكون أوّلاً بما رأيت أنت، وبعد ذلك بما سمعت، وما بلّغت، وكما هو معلومٌ فإنّهم ارتكبوا كلّ الجرائم، فعبدوا العجل، وطالبوا أن يروا الله سبحانه وتعالى جهراً، وخاصموا الأنبياء وكذّبوهم، بل وقتلوهم، وفي كلّ مرّةٍ كان المولى سبحانه وتعالى يتوب عليهم ويعفو عنهم، ثمّ يعودون إلى نفس ما فعلوه من عمى القلب.

وهنا تأتي آياتٌ متتابعاتٌ تتعلّق بعقيدة النّصارى

وَحَسِبُوا: فعل ماض والواو فاعله والجملة معطوفة بالواو

أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ: فعل مضارع تام وفاعله (بمعنى لا تصيبهم فتنة نتيجة فعلهم المذكور في الآية السابقة) وهو منصوب بالفتحة ولا زائدة. وأن وما بعدها سد مسد مفعولي حسبوا التي بمعنى ظنوا.

فَعَمُوا وَصَمُّوا: جملتان معطوفتان

ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ: تاب الله فعل ماض وفاعله والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة

ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا: معطوفتان

كَثِيرٌ: بدل من الواو في عموا أو صموا

مِنْهُمْ: متعلقان بكثير

وَاللَّهُ بَصِيرٌ: لفظ الجلالة مبتدأ وبصير خبر والجملة مستأنفة

بِما يَعْمَلُونَ: بما الجار والمجرور متعلقان ببصير

(يعملون): صلة الموصول لا محل لها، ويمكن أن تكون ما مصدرية أي والله بصير بعملهم فالجملة صفة لما.

وَحَسِبُوا: ظنوا

أَلَّا تَكُونَ: ألا تقع

فِتْنَةٌ: عذاب بهم على تكذيب الرسل وقتلهم

فَعَمُوا: عن الحق، فلم يبصروه

وَصَمُّوا: عن استماعه

وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ: فيجازيهم به