الآية رقم (23) - وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى

﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾: قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «يؤتى بجهنّم يومئذٍ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كلّ زمامٍ سبعون ألف مَلَكٍ يجرّونها»([1])، وعن عليّ كرّم الله وجهه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «هل تدرون ما تفسير هذه الآية: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾؟ قال: «إذا كان يوم القيامة تُقاد جهنّم بسبعين ألف زمامٍ بيد سبعين ألف مَلَكٍ، فتشرد شردةً لولا أنّ الله حبسها لأحرقت السّماوات والأرض»([2]).

﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُٰ﴾: يتذكّر الإنسان حينها الحقّ ويتّعظ لما يرى ولكن فات الأوان للذّكرى لذلك قال سبحانه وتعالى:

﴿وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ﴾: لقد مضى عهد الذّكرى فما عادت تُجدي في دار الجزاء أحداً، فهو حينها يتذكّر ما قدّم وأخّر ويعلم أنّه مؤاخذٌ على كلّ ما ضيّع من حقوقٍ، وبخل به من طعامٍ، وما تفيد التّوبة فقد فات أوانها.

 


([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب صفة جهنّم، باب صفة النّار، الحديث رقم (2573).
([2]) كنز العمّال: كتاب التّفسير، باب سورة الفجر، الحديث رقم (4704).

وَجِيءَ: ماض مبني للمجهول

يَوْمَئِذٍ: ظرف زمان مضاف إلى مثله

بِجَهَنَّمَ: متعلقان بالفعل وهما في موضع نائب الفاعل والجملة معطوفة على ما قبلها.

يَوْمَئِذٍ: ظرف زمان مضاف إلى مثله

يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ: مضارع وفاعله والجملة الفعلية جواب الشرط لا محل لها

وَ: الواو حرف استئناف

أَنَّى: اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم

لَهُ: متعلقان بالخبر المحذوف

الذِّكْرى: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها.

يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ: يتذكر معاصيه، أو يتعظ لأنه يعلم قبحها، فيندم عليها.

وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى: أي ومن أين له فائدة التذكر، وقد فات الأوان؟ وهو استفهام بمعنى النفي، أي لا ينفعه تذكره ذلك، واستدل به على عدم قبول التوبة في الآخرة.