الآية رقم (12) - وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا

﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا﴾: المجازاة والمكافأة من الله تعالى، ففاعل الفعل (جزى) هو لفظ الجلالة، وتقديره: وجزاهم الله تعالى بصبرهم الجنّة والحرير، فالله تعالى جزاهم بما صبروا على طاعته تعالى واجتناب معصيته، فأثابهم وكافأهم جنّة يسكنونها وحريراً يلبسونه ويفترشونه.

فالصّبر أربعة أنواع: أوّلها الصّبر عند الصّدمة الأولى، قال ﷺ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى»([1])، والصّبر على أداء الفرائض، والصّبر على اجتناب محارم الله عز وجل، والصّبر على المصائب.

﴿جَنَّةً﴾: وقد جزاهم الله تعالى ﴿جَنَّةً﴾؛ أي: بستاناً فيه من كلّ ما تشتهي أنفسهم من المأكل والمشرب ممّا لم تره عينٌ ولم تسمع عنه أذن.

﴿وَحَرِيرًا﴾: والحقّ تعالى إنّما خصّ الحرير هنا؛ لأنّه تعالى تحدّث عن صبرهم، ومنه الصّبر عن المحرّمات ومنها الحرير الّذي حرّمه الشّرع على رجال أمّة رسول الله ﷺ، وقد قال ﷺ: «مَنْ يَلْبَسِ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا، فَلا يُكْسَاهُ فِي الْآخِرَةِ»([2])، فهم لم يلبسوا الحرير في الدّنيا، فكان جزاؤهم ﴿بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾.

([1]) صحيح البخاريّ: كِتَابُ الجَنَائِزِ، بَابُ زِيَارَةِ القُبُورِ، الحديث رقم (1283).

([2]) مسند الإمام أحمد بن حنبل: مُسْنَدُ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ، مُسْنَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ t، الحديث رقم (124).

«وَجَزاهُمْ» ماض ومفعوله الأول والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها

«بِما صَبَرُوا» الباء حرف جر وما مصدرية وماض وفاعله والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالباء والجار متعلقان بالفعل

«جَنَّةً» مفعول به ثان

«حَرِيراً» معطوف على جنة.