الآية رقم (20) - وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ

﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ ﴾: يدلّ على أنّ الدّعوة إلى الله سبحانه وتعالى كانت منتشرة في المدينة ولو في السّرّ، وأنّ الرّسولين الأوّلين اللّذين كذَّبهما القوم كان لهما أنصارٌ مؤمنون بهما، مُصدِّقون لدعوتهما، فلمّا جاء الثّالث وأيضاً كذَّبه القوم أخذتْ هؤلاء المؤمنين حَمِيَّة الحقّ، وكان منهم هذا الرّجل الّذي جاء من أقصى المدينة يسعى لِنُصْرة الحقّ وإعلاء كلمته.

﴿ يَسْعَى ﴾: أي أنّ مجيئه لم يكُنْ عاديّاً، إنّما مسرعاً يجري.

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾: وقوله: ﴿ يَا قَوْمِ ﴾ نداءٌ لتحنين المنادَى، كأنّه يقول: يا أهلي، يا أهل بلدي، فذكر ما بينه وبينهم من صلات المودّة والرّحمة.

«وَجاءَ» الواو عاطفة وماض مبني على الفتح

«مِنْ أَقْصَا» متعلقان بالفعل قبلهما

«الْمَدِينَةِ» مضاف إليه

«رَجُلٌ» فاعل جاء والجملة معطوفة

«يَسْعى» مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والجملة صفة لرجل

«قالَ» الجملة مستأنفة

«يا» أداة نداء

«قَوْمِ» منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة للتخفيف وحركت بالكسر لمناسبة الياء المحذوفة والمنادى في محل نصب

«اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ» أمر وفاعله ومفعوله