الآية رقم (19) - وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَـذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ

﴿وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ﴾: مجموعة من المسافرين يُطلق عليهم سيّارة؛ أي من السّير الطّويل، وهي قافلةٌ من جهة مدين متّجهةٌ إلى مصر، فتوقّفوا عند البئر وأرسلوا واردهم الّذي يأتي بالماء لهم كي يشربوا.

﴿فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ ۖ قَالَ يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ ۚ﴾: أخذ الدّلو كي يملؤه بالماء، وأسقطه في البئر فتعلّق يوسف الغلام الجميل الوضّاء بالحبل، وعندما أخرج الدّلو خرج معه غلامٌ عليه نورٌ كالبدر، فقال: يا بشرى هذا غلامٌ.

ولم يتحدّث القرآن الكريم كيف خرج وكيف تعلّق بالحبل.

﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾: أي جعلوه بضاعةً سرّيّةً؛ أي أخفوه في القافلة حتّى يبيعوه في مصر.

﴿وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ﴾: فالله سبحانه وتعالى يعلم ما يجري.

«وَجاءَتْ سَيَّارَةٌ»: الواو استئنافية وماض وفاعله والتاء للتأنيث والجملة مستأنفة.

«فَأَرْسَلُوا»: الفاء عاطفة وماض وفاعله.

«وارِدَهُمْ»: مفعول به والهاء مضاف إليه والجملة معطوفة.

«فَأَدْلى»: الفاء عاطفة وماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل مستتر.

«دَلْوَهُ»: مفعول به والهاء مضاف إليه.

«قالَ»: ماض وفاعله مستتر والجملة مستأنفة.

«يا»: أداة نداء.

«بُشْرى»: منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

«هذا»: الها للتنبيه وذا اسم إشارة مبتدأ.

«غُلامٌ»: خبر والجملة وما قبلها مقول القول.

«وَأَسَرُّوهُ بِضاعَةً»: الواو عاطفة وماض وفاعله ومفعولاه والجملة معطوفة.

«وَاللَّهُ عَلِيمٌ»: لفظ الجلالة مبتدأ وعليم خبر والجملة مستأنفة.

«بِما»: ما موصولية ومتعلقان بعليم.

«يَعْمَلُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة.

سَيَّارَةٌ: جمع مسافرون معا، كالكشافة والتجار، وكانوا قوما مسافرين من مدين إلى مصر.

وارِدَهُمْ: هو الرائد الذي يرد الماء أو يبحث عنه ليستقي للقوم، وهو مالك بن دعر الخزاعي من العرب العاربة.

فَأَدْلى دَلْوَهُ: فأرسل دلوه في الجب ليملأها، فتدلى بها يوسف، والدلو: إناء يستقى من البئر يا بُشْرى نادى البشرى بشارة لنفسه أو لقومه، كأنه تعالى قال:
فهذا أوانك، كما تقول: يا هناي، ويكون هذا النداء مجازا، أي احضري فهذا وقتك.

وَأَسَرُّوهُ: أخفوه وأخفوا أمره عن الرفاق.

بِضاعَةً: أي أخفوه حال كونهم جاعليه متاعا للتجارة. والبضاعة: ما بضع من المال للتجارة، أي قطع.

وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَعْمَلُونَ: لم يخف عليه إسرارهم.