الآية رقم (115) - وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ

﴿لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ﴾: لا تحريف للقرآن الكريم أبداً، ولا مبدّل لأوامره ولا مبدّل لقضائه.

﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾: صفتان من صفات الله سبحانه وتعالى وردتا في تذييل الآية لنتعرّف عليه، فكيف تثق بمن لا تعرف؟ كيف تعبد من لا تعرف؟ من أين يأتيك اليقين وحسن الظّنّ إن كنت لا تعرفه؟ كيف تحبّه وهو غيبٌ عنك، فأنت لا تراه ولكنّه يراك؟ الجواب: ستعرفه من خلال صفاته الّتي وردت في نهاية كلّ آيةٍ، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، ﴿وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ﴾، ﴿وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ﴾، ﴿وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، ﴿وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، ولكن لماذا قال هنا: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾، وقال هناك: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ﱢ، وهناك: ﴿إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾؟ كلّ جملةٍ في القرآن الكريم جاذبةٌ لمعناها، فتأتي أسماء الله سبحانه وتعالى الّتي تعبّر عن صفاته جاذبةً لمعناها، هنا يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾

وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: فعل ماض وفاعله ومضاف إليه والجملة مستأنفة بعد الواو

صِدْقاً: تمييز أو مفعول لأجله أو حال على تأويلها بمعنى صادقا.

وَعَدْلًا: عطف على «صِدْقاً» وهي مثلها.

لا مُبَدِّلَ: لا نافية للجنس. مبدل اسمها المبني على الفتح

لِكَلِماتِهِ: متعلقان بمحذوف خبر لا، والجملة مستأنفة لا محل لها.

وَهُوَ السَّمِيعُ: مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة

الْعَلِيمُ: خبر ثان.

وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ: المراد بالتّمام هنا: أن كلمة الله وافية في الإعجاز، والدّلالة على صدق الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بالكلمة هنا: القرآن. وأصل معنى تمام الشيء: انتهاؤه إلى حدّ لا يحتاج معه إلى شيء خارج عنه.

صِدْقاً: الصدق يكون في الأخبار ومنها المواعيد.

وَعَدْلًا: العدل يكون في الأحكام.

لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ: التّبديل: التّغيير بالبدل، والمعنى: لا مبدّل لكلمات الله بنقض أو خلف.