﴿ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ﴾: أي لو أتيح لك النّظر إليهم لخُيّل إليك أنّهم أيقاظٌ غير نائمين؛ ذلك لأنّ ربّهم سبحانه وتعالى حفظهم على حال اليقظة وعلى هيئتها.
﴿ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ﴾: ثمّ أظهر فيهم آيةً أخرى من الإعجاز بأنْ يُقلِّبهم في نومهم مرّةً ناحية اليمين، وأخرى ناحية الشّمال، لتظلّ أجسامهم على حالها، ولا تأكلها الأرض.
ومعلومٌ أنّ الإنسان إذا قُدِّر له أنْ ينام فترةً طويلةً على سرير المرض يُصَاب بمرضٍ آخر يُسمُّونه قرحة الفراش، نتيجةً لنومه المستمرّ على جانبٍ واحدٍ -عافانا الله وإيّاكم- وقد جعل لهم هذا التّقليب ذات اليمين وذات الشّمال على هيئة الإيقاظ.
﴿ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ﴾: يبدو أنّهم كانوا من الرّعاة، فتبعهم كلبهم وجلس مَادّاً ذراعَيْه بفناء الكهف أو على بابه.
﴿ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴾: ألقى الله سبحانه وتعالى مهابتهم والخوف منهم في نفوس النّاس، فإذا ما اطّلع عليهم إنسانٌ خاف ووَلّى هارباً يملؤه الرّعب؛ لأنّ هيئتهم تُوحي بذلك، حيث يتقلّبُون يميناً وشمالاً، ومع ذلك لا يصحُو منهم أحدٌ، ولا يقوم منهم أحدٌ طوال هذه المدّة.