﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ﴾: يوجد حجابٌ ما بين الجنّة والنّار، وجاء في آياتٍ أخرى: ﴿بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَاب﴾ [الحديد: من الآية 13]، فهو حجابٌ أحد جانبيه عذابٌ لأهل النّار ومن الجانب الآخر الرّحمة، وهذا الحجاب يُتراءى من خلاله.
﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾: أوّل مرّةٍ تذكر الفئة الثّالثة، وهم أصحاب الأعراف الّذين تساوت حسناتهم وسيّئاتهم، والأعراف في اللّغة: المكان الـمُشرف، ومنه عرف الدّيك، ﴿وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾: أي على أعراف السّور; وهي شُرفه.
﴿يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾: من وجوههم يعرفونهم بسيماهم، كما قال جلّ وعلا: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَة﴾ ٌ[القيامة].
﴿وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ﴾: أصحاب الأعراف التفتوا إلى أصحاب الجنّة وقالوا: السّلام عليكم، بتحيّة الإيمان، بتحيّة الإسلام، بتحيّة السّلام والأمان والطّمأنينة.
﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾: لم يدخلوا الجنّة حتّى الآن، وهم يطمعون أن يدخلوها معهم.