﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء﴾: المحصنة من النّساء هي الّتي دخلت في حصن الزّوجيّة؛ أي المتزوّجة، فلا يحلّ الزّواج منها.
﴿إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾: مُلك اليمين هنّ السّبايا في حربٍ مشروعة، ولم يكن الرّقّ سائداً في شبه الجزيرة العربيّة فقط، وإنّما في كلّ المجتمعات، فقد كان العالَم أجمع يعاني من قضيّة العبيد والرّقّ، فجاء الإسلام ليصفّي الرّقّ عن طريق عتق الرّقاب.
وملك اليمين لا يَرِدْ إلّا في حال وجود الرّقّ نتيجة المعارك أو القوانين المتعارف عليها في ذلك الوقت، ولا يستطيع الإنسان اليوم أن يعدّ الخادمة، أو من يُريد، مُلك يمينه. أيستطيع كلّ إنسانٍ أن يضع حكماً شرعيّاً على مِزاجه؟ أم الشّرع يكون كما أراد الله سبحانه وتعالى وكما بيّن رسوله صلى الله عليه وسلم؟! فمثلاً لا يستطيع أحدٌ أن يأتي بآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ﴾ [النّساء: من الآية 43]، فإن رأى أحداً يصلّي يقول له: انتبه! جاء في القرآن: ﴿لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ﴾، فاترك الصّلاة، فهل هذا يستقيم عقلاً؟؟!! وكذلك الأمر بالنّسبة لـمُلك اليمين، فلا يمكن أن تأخذ حكماً من الأحكام المتعلّقة بزمنٍ معيّنٍ، أو إذا كان مُتعلَّق الحكم غير موجود؛ لأنّ الحكم معطّل.