الآية رقم (49) - وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ

أي فسقوا وخرجوا عن طاعة الله سبحانه وتعالى، والخروج عن طاعة الله عزَّ وجلّ ألّا تأخذ بأوامره سبحانه وتعالى، وأوامره سبحانه وتعالى فيها خيرٌ لكلّ النّاس، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النّحل]، والإسلام هو طريق الصّلاح والإصلاح للنّفوس والقيم، والإنسان هو مادّةٌ طاغيةٌ، وروحٌ هاديةٌ، والمادّة الطّاغية دخلت فيها الرّوح الهادية، فالرّوح الهادية هي الّتي تتلقّى من القرآن وتتلقّى من النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي الّتي يمكن أن تكون صالحةً، لذلك يقول الله جلَّ جلاله: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، فلا تقل لي كلاماً: بأنني مؤمنٌ، فالإيمان له تُرجمان، والتّرجمان هو العمل الصّالح.

وَالَّذِينَ: الواو عاطفة، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ

كَذَّبُوا بِآياتِنا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها.

يَمَسُّهُمُ الْعَذابُ: فعل مضارع ومفعوله وفاعله، والجملة خبر اسم الموصول

بِما: الباء حرف جر، ما مصدرية، وهي والفعل بعدها كانوا في تأويل مصدر في محل جر بحرف الجر أي بسبب فسقهم، وجملة

يَفْسُقُونَ: في محل نصب خبر كانوا.

يَمَسُّهُمُ: المسّ اللمس باليد، ويطلق على ما يصيب الإنسان بما يسيء غالبًا من ضرّ أو شرّ.

يَفْسُقُونَ: يخرجون عن الطاعة.