الآية رقم (75) - وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُوْلَـئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

(وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ): لأنّه سيأتي أناسٌ لم يكونوا قد آمنوا.

(وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ): هذا إخبارٌ عن المستقبل.

(وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ): مثّل الله سبحانه وتعالى الرّحم الإيمانيّة بالرّحم الحقيقيّة، وقد أولى الإسلام صلة الأرحام عنايةً خاصّةً، قال :: «إنّ للرّحم لساناً ذلقاً يقول يوم القيامة: ربِّ صِلْ مَن وصلني، واقطعْ مَن قطعني»([1])، أمّا الرّحم الإيمانيّة فقد قال عنها سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات: من الآية 10]، فيجب أن تكون هناك هذه الأخوّة وهذه المحبّة الّتي تؤدّي إلى التّعاضد والتّكاتف والتّناصر كما قال :: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»([2]).


 ([1]) شعب الإيمان: السّادس والخمسون من شعب الإيمان وهو باب في صلة الأرحام، الحديث رقم (7936).
([2]) صحيح مسلم: كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم وتعاضدهم، الحديث رقم (2586).

الذين آمنوا: كإعراب سابقتها.

مَعَكُمْ: ظرف مكان متعلق بالفعل.

فَأُولئِكَ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والفاء رابطة لما في اسم الموصول من شبه الشرط.

مِنْكُمْ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية خبر اسم الموصول.

وَأُولُوا: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

الْأَرْحامِ: مضاف إليه.

بَعْضُهُمْ: مبتدأ.

أَوْلى: خبره مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

بِبَعْضٍ: متعلقان بالخبر أولى. والجملة الاسمية بعضهم أولى ببعض في محل رفع خبر أولو، والجملة مستأنفة.

فِي كِتابِ: متعلقان بمحذوف خبر هذا منزّل في كتاب الله.

إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ: إن واسمها وخبرها.

بِكُلِّ: متعلقان بالخبر «عَلِيمٌ»

شَيْءٍ: مضاف إليه والجملة مستأنفة.

وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ: بعد السابقين إلى الإيمان والهجرة

فَأُولئِكَ مِنْكُمْ: أيها المهاجرون والأنصار

وَأُولُوا الْأَرْحامِ: ذو القرابات

بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ: في الإرث من التوارث بسبب الإيمان والهجرة المذكورة في الآية السابقة

فِي كِتابِ اللَّهِ: اللوح المحفوظ

إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ: ومنه حكمة الميراث وتدرجها من التوارث بالهجرة إلى التوارث بالرحم، إلى التوارث بشدة القرابة في سورة النساء.