﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ﴾: هي الآخرة الّتي تختلف عن دار الأكدار دار الدّنيا المليئة بالمتاعب، الدّنيا الّتي تزهو وتتزخرف ثمّ تنتهي إلى حطامٍ، لذلك يدعو الله سبحانه وتعالى إلى دارٍ أخرى هي دار السّلام؛ لأنّ من المنغّصات على أهل الدّنيا أنّ الواحد منهم قد يأخذ حظّاً من الجاه والمال والصّحّة ولكنّه في ظلّ أرقٍ من أمرين: الأوّل هو الخوف من أن يفارقه هذا النّعيم وهو حيٌّ، والثّاني أن يفارق هو هذا النّعيم بالموت، وهذا هو ديدن الدّنيا، أمّا الآخرة فالإنسان يحيا فيها في نعيمٍ مقيمٍ.
دار السّلام: هي دار الله سبحانه وتعالى، فهو السّلام، أمّا البشر فمنهم من يُعطيك السّلام، لكنّه يُكنّ لك غيره، أو قد يعطيك السّلام، ويريد بك السّلام، لكنّه من الأغيار يتغيّر، فلا يستطيع أن يعطيك السّلام دائماً، لكن إذا جاء السّلام من السّلام جل جلاله فهو سلامٌ من ربٍّ لا يُعجزه شيءٌ ولا يعوذه شيءٌ ولا تلحق به الأغيار، لذلك يقول سبحانه وتعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ (24) ﴾ ]الرّعد[.
﴿ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾: الهداية نوعان: هداية الدّلالة وهداية المعونة، فمن أخذ المنهج سهّل الله سبحانه وتعالى له طريق الصّراط المستقيم، وهي هداية المعونة.