الآية رقم (1) - وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ

يُقسم سبحانه وتعالى بشجرتين من الأشجار: التّين والزّيتون، وذلك لِعظَم نفعهما للإنسان، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى  الزّيتون في أكثر من موضعٍ من كتابه سبحانه وتعالى ، قال جلَّ جلاله: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾ [المؤمنون]، فهي شجرةٌ تنبُتُ بالدُّهن -الدّسم وهو زيت الزّيتون- وصِبغٍ للآكلين، تتّخذونه إداماً مع الخبز والطّعام، وقد وصف الله سبحانه وتعالى نوره في سورة (النّور) بقوله: ﴿اللَّهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ المِصباحُ في زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرِّيٌّ يوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيتونَةٍ لا شَرقِيَّةٍ وَلا غَربِيَّةٍ يَكادُ زَيتُها يُضيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نارٌ نورٌ عَلى نورٍ يَهدِي اللَّهُ لِنورِهِ مَن يَشاءُ وَيَضرِبُ اللَّهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ [النّور]، هو ارتقاءٌ في إضاءة المصباح من شجرة زيتونٍ، شجرةٍ غير عاديّةٍ، لا شرقيّةٍ ولا غربيّةٍ، مُباركةٍ، يخرج منها زيتاً بأعلى درجات النّقاء ليس فيه شوائب، يكاد يُضِيء بذاته ولو لم تمسسه نارٌ، فكأنّه نورٌ على نورٍ، فلا يُصبح في هذه الدّائرة الصّغيرة أيّ نُقطةٍ مُظلمةٍ، كذلك تنوير الله سبحانه وتعالى  لكونه المتّسع، ليس فيه نقطةٌ واحدةٌ مُظلمةٌ، بل الكون كلّه مغمورٌ بنوره سبحانه وتعالى .

والقَسَم هنا بالتّين والزّيتون ليس لأنّهما مُجرّد نباتَين أو شجرتَين ينتفع بهما النّاس، بل هو أيضاً تذكيرٌ بمكان استقبال رسالة موسى عليه السَّلام في جبل طور سيناء حيث نزلت التّوراة، ومكان استقبال رسالة سيّدنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في مكّة البلد الأمين.

وَالتِّينِ: جار ومجرور متعلقان بفعل قسم محذوف

وَالزَّيْتُونِ: معطوف على التين.

وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ: هما الشجرتان المعروفتان، أو الشام وبيت المقدس موضعا إنبات هاتين الشجرتين، أو جبلان بالشام ينبتان المأكولين