الآية رقم (156) - وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَـا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ

﴿وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً﴾: الحسنة هي كلّ ما هو خيرٌ ورحمةٌ، والحسنة إمّا أن تكون حسنةً شرعيّةً وإمّا أن تكون حسنةً لغويّةً؛ فالحسنة في اللّغة؛ أي شيءٍ يستحسنه الإنسان، لكنّك قد تستحسن ما هو محرّمٌ أو ما هو ضارٌّ في المستقبل بالنّسبة لك، فأنت تأخذ عاجليّة النّفع وتدع آجليّة هذا النّفع، تريد العاجل دائماً وتدع الآجل، فمن هنا قد تكون الحسنة اللّغويّة تختلف عن الحسنة الشّرعيّة، أمّا الحسنة الشّرعيّة فهي ما حسّنه الشّرع، وهذا الّذي طلبه موسى عليه السّلام، في الدّنيا حسنةٌ وفي الآخرة حسنةٌ.

﴿إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ﴾: هادَ: رجع؛ أي أخطأنا وعدنا ورجعنا إليك ومنه أُطلق عليهم اسم اليهود.

﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ﴾: طلاقة المشيئة لله سبحانه وتعالى يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء.

وَاكْتُبْ لَنا: فعل دعاء تعلق به الجار والمجرور وفاعله أنت.

فِي هذِهِ: اسم الإشارة في محل جر متعلقان بمحذوف حال.

الدُّنْيا: بدل.

حَسَنَةً: مفعول به.

وَفِي الْآخِرَةِ: عطف.

إِنَّا: إن ونا اسمها.

هُدْنا: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور (إِلَيْكَ) ونا فاعله، والجملة في محل رفع خبر إنا، وجملة إنا هدنا إليك تعليلية لا محل لها. وجملة قال مستأنفة.

عَذابِي: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء في محل جر بالإضافة.

أُصِيبُ بِهِ: مضارع تعلق به الجار والمجرور واسم الموصول: (مَنْ) مفعوله وفاعله مستتر والجملة في محل رفع خبر،

وجملة (أَشاءُ): صلة.

وَرَحْمَتِي: مبتدأ،

وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: وسعت ماض وتاء التأنيث وكل مفعوله وشيء مضاف إليه والجملة خبر. وجملة ورحمتي…. معطوفة.

فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور بعده فاعله أنا، والها مفعوله والفاء عاطفة والجملة معطوفة،

وجملة (يَتَّقُونَ): صلة الموصول لا محل لها.

وَيُؤْتُونَ: فعل مضارع وفاعل

الزَّكاةَ: مفعول به. والجملة معطوفة

وَالَّذِينَ: اسم موصول في محل رفع مبتدأ.

هُمْ: مبتدأ خبره جملة يؤمنون.

بِآياتِنا: متعلقان بالفعل بعدهما.

والجملة الاسمية (هُمْ … يُؤْمِنُونَ): في محل رفع خبر المبتدأ الذين.

وَاكْتُبْ: أوجب

حَسَنَةً: الحسنة في الدنيا: الصحة والغنى عن الناس، والاستقلال، والحسنة في الآخرة: الجنة ونيل الرضوان

هُدْنا: رجعنا وتبنا، فهو هائد

من أَشاءُ: تعذيبه

وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ: عمت كل شيء في الدنيا

فَسَأَكْتُبُها: أحكم بها في الآخرة، أي سأوجب حصول رحمتي، منّة مني وإحساناً إليهم، كما قال تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) [الأنعام 6/ 54] .

لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ: أي سأجعلها للمتصفين بهذه الصفات، وهم أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهم الذين يتقون الشرك والعظائم من الذنوب

وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ: أي يخرجون زكاة الأموال التي تتزكى بها نفوسهم.