الاستغفار أمرٌ مطلوبٌ من الإنسان في كلّ لحظةٍ، ففي كلّ وقتٍ يمكن أن يرتكب الإنسانُ ذنباً أو إثماً، حتّى تقصيره في عبادته يُعَدّ ذنباً.
ويأتي الأمر للقدوة والأسوة والمعلّم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتّى يكون لكلّ أمّته من بعده: ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾؛ لأنّ الآياتِ الّتي تليها قال فيها سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ﴾، فقد اعترض بعضهم وحاول التّدخّل بحكم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم باتّهامه للمسلم وتبرئة اليهوديّ، وقالوا: هذه سمعةٌ غير جيّدةٍ، فمعنى ﴿وَاسْتَغْفِرِ اللّهِ﴾؛ أي واطلب ممّن قال هذا القول أو فكّر بهذا القول أن يستغفر الله سبحانه وتعالى ؛ لأنّ هذا أمرٌ غير مقبولٍ.
﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾: كان ولا يزال ويبقى؛ لأنّه سبحانه وتعالى لا تعتريه الأغيار، ولا يتبدّل، كان فعلٌ ماضٍ ينطبق على البشر وليس على ربّ البشر.