(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [البقرة: من الآية 152]، اذكروني بالعبادة أذكركم بالنّعم، فيكون ذكر الله بشكر النّعم الّتي أعطاكم إيّاها، وأن تتعبّدوا الله سبحانه وتعالى وهذا هو ذكر الله سبحانه وتعالى، لذلك فإنّنا نجد بأنّ الله سبحانه وتعالى عندما خاطب المؤمنين قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) [الأحزاب]، إذاً ذكر الله تبارك وتعالى هو عمدة العبادات؛ لأنّك تذكر الله سبحانه وتعالى بكلّ الأحوال وبكلّ الطّرق وعلى كلّ الاتّجاهات، وذكر الله سبحانه وتعالى أن تستحضر في ذهنك وفي عقلك الله تبارك وتعالى فكأنّك كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك»([2])، أن تعيش مع الله بكلّ أحوالك، أن تكون حالك هي ذكرٌ لله سبحانه وتعالى، فإذا ذكرت الله كنت خيّراً مع خلق الله، إذا ذكرت الله كنت حييّاً مع خلق الله، إذا ذكرت الله كنت محبّاً لخلق الله، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الخلق كلّهم عيال الله فأحبّ الخلق إلى الله أنفعهم لعياله»([3])، إذاً لا يأتي من ذكر الله سبحانه وتعالى إلّا الخير للبشريّة والبشر جمعاء.
وَاذْكُرُوا اللَّهَ: فعل أمر والواو فاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة معطوفة.
فِي أَيَّامٍ: متعلقان بالفعل قبلهما.
مَعْدُوداتٍ: صفة لأيام.
فَمَنْ: الفاء استئنافية من اسم شرط جازم مبتدأ.
تَعَجَّلَ: فعل ماض وهو في محل جزم فعل الشرط والفاعل هو.
فِي يَوْمَيْنِ: اسم مجرور بالياء لأنه مثنى والجار والمجرور متعلقان بتعجل.
فَلا: الفاء رابطة للجواب لا نافية للجنس.
إِثْمَ: اسمها مبني على الفتح.
عَلَيْهِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وجملة فعل الشرط وجوابه خبر من.
وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ: تعرب كإعراب سابقتها وهي معطوفة.
لِمَنِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر التقدير: ذلك بمحذوف خبرها، والجملة في محل جزم جواب الشرط، وجملة فعل الشرط وجوابه خبر من.
وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ: تعرب كإعراب سابقتها وهي معطوفة.
لِمَنِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر التقدير: ذلك التأخير أو التعجيل كائن لمن اتقى.
اتَّقى: فعل ماض والجملة صلة الموصول.
وَاتَّقُوا: الواو عاطفة اتقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل.
اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة.
وَاعْلَمُوا: عطف على اتقوا.
أَنَّكُمْ: أن واسمها وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا.
إِلَيْهِ: متعلقان بالفعل بعده.
تُحْشَرُونَ: فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل والجملة خبر إن.
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ: أي بالتكبير عند رمي الجمرات في أيام التشريق الثلاثة.
فَمَنْ تَعَجَّلَ: أي استعجل بالنفر من منى
فِي يَوْمَيْنِ: في ثاني أيام التشريق (العيد) بعد رمي جماره فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ بالتعجيل.
وَمَنْ تَأَخَّرَ :بها حتى بات ليلة الثالث ورمى جماره، أي هم مخيرون في ذلك.
لِمَنِ اتَّقى: الله في حجه، لأنه الحاج في الحقيقة.
تُحْشَرُونَ: إليه في الآخرة، فيجازيكم على أعمالكم.