تدرّجت الآيات بالانتقال من عرفات إلى المزدلفة إلى مِنى إلى أيّام التّشريق كلّها: واذكروا الله، واذكروا الله، (فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ)، (فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ)، (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ)، في أيّام التّشريق الثّلاثة الّتي هي بعد يوم النّحر.
(فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ): إذاً فاذكروا الله في أيّام معدودات هي أيّام التّشريق الثّلاثة، وقد سمّوها أيّام التّشريق؛ لأنّهم كانوا يقطِّعون لحوم الهدي ويضعونه عند شروق الشّمس، لذلك سُمِّيت أيّام التّشريق.
(مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ): الأصل في قبول كلّ طاعة وعبادة هو إخلاص النّيّة لله سبحانه وتعالى والتّوجّه إلى الله وذكر الله سبحانه وتعالى وأن تعيش مع الله، فأنت عندما تذكر الله سبحانه وتعالى يكون كما أخبر : فيما يرويه عن ربّه عزَّ وجلّ: «إذا تقرّب العبد إليّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً، وإذا تقرّب إليّ ذراعاً تقرّبت منه باعاً، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة»([1])