﴿إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ﴾: الفتنة: اختبارٌ وامتحان.
﴿تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ﴾: الله سبحانه وتعالى ترك لهم الخيار، فهو لا يحاسبهم على مشيئته بل يحاسبهم على خيارهم، لكن لو شاء الله سبحانه وتعالى سبحانه وتعالى ما ترك لهم الخيار، وما كانوا ليضلّوا وليعبدوا العجل، ولكنّ الله سبحانه وتعالى أراد أن يمتحنهم، فهنا يحاسبهم المولى سبحانه وتعالى على نتيجة الامتحان وليس على أنّه ترك لهم الخيار، هو ترك لهم الخيار ولو شاء ما تركه لهم وما ضلّوا.
إذاً المشيئة والهداية بيد الله سبحانه وتعالى، السّبعين الّذين ذهبوا هم من القوم الّذين لم يعبدوا العجل، فهم قد انقسموا قسمين، قسمٌ عبدوا العجل وقسمٌ بقي مع هارون، فهؤلاء جاؤوا ليقدّموا عن كلّ شعب بني إسرائيل المغفرة والعذر بين يدي الله سبحانه وتعالى على ما جرى منهم.
﴿أَنْتَ وَلِيُّنَا﴾: وليّنا؛ أي ناصرنا والأقرب إلينا.
﴿فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا﴾: المغفرة: هي درء مفسدةٍ، والرّحمة: هي جلب مصلحةٍ، المغفرة أن يغفر؛ أي يستر عنهم الذّنب، وبعد ذلك يعطيهم من أوسع الأبواب.
﴿وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ﴾: خير من يغفر الذّنوب، موسى عليه السّلام ذهب مع قومه وأخذتهم الرّجفة في الميقات وذلك تأنيبٌ لهم؛ لأنّهم لم يقاوموا الآخرين في عبادة العجل المقاومة المطلوبة.