الآية رقم (74) - وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ

﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً﴾: عجيبٌ أن يحكي القرآن الكريم عنهم هذا بعد أن شرح الله سبحانه وتعالى لهم آياته الّتي تثبت وجوده الأعلى ووحدانيّته الكبرى، ففي الآفاق حول الإنسان آيات، وفي نفسه آيات، فمَنِ انصرف عن الأولى أو غفل عنها، فكيف يغفل عن الأخرى، وهي في نفسه وذاته الّتي لا تفارقه، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصّلت: من الآية 53]، ومع ذلك: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً﴾؛ أي عبدوها من دون الله سبحانه وتعالى، لماذا؟

﴿ لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ ﴾: صحيحٌ أنّ الإنسان يتّخذ إلهاً لينصره في شدّته، لكن إذا كان هذا الإله الّذي يُرجَع إليه في الشّدّة هو الّذي يحتاج مَن يُصلحه إنْ كسَرَتْه الرّيح، أو أطاحت به العوارض، فكيف يُتَّخذ إلهاً؟! لذلك نجد سيّدنا إبراهيم عليه السلام عندما حطّم الأصنام سأله قومه: ﴿قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62) قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ﴾ [الأنبياء]، لذلك يردّ الله سبحانه وتعالى عليهم بقوله

«وَاتَّخَذُوا» الواو حرف عطف واتخذوا فعل ماض وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها لا محل لها

«مِنْ دُونِ» متعلقان باتخذوا

«اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه

«آلِهَةً» مفعول به أول

«لَعَلَّهُمْ» لعل واسمها والجملة تعليل للاتخاذ

«يُنْصَرُونَ» مضارع مبني للمجهول مرفوع والواو نائب فاعل والجملة خبر.