الآية رقم (148) - وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ

يتابع المولى سبحانه وتعالى الحديث عمّا جرى مع موسى عليه السّلام بعد أن ذهب لميقات ربّه أربعين ليلةً، فهذا القطع الّذي جرى بآيتين إنّما جاء ليؤكّد أنّ القصص القرآنيّ ليس كالقصص البشريّ، القصص القرآنيّ هو قصٌّ؛ أي تتبّع الأثر من أجل العبرة والعظة والوظيفة الإيمانيّة، إذاً يعود المولى سبحانه وتعالى ليتابع لنا ما جرى مع موسى عليه السّلام، فشعب بني إسرائيل الّذين تركهم موسى أربعين يوماً ماذا فعلوا؟

﴿وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ﴾: الحليّ: هو ما يُتزيّن به من الذّهب والجواهر، وكلمة حليّ تطلق عادةً على الذّهب، لكن هي ما يتزيّن به إجمالاً.

﴿مِنْ بَعْدِهِ﴾: عندما ذهب لميقات ربّه.

وَاتَّخَذَ قَوْمُ: فعل ماض وفاعل.

مُوسى: مضاف إليه.

مِنْ بَعْدِهِ: متعلقان باتخذ، والجملة مستأنفة.

مِنْ حُلِيِّهِمْ: متعلقان بالفعل.

عِجْلًا: مفعول به.

جَسَداً: بدل منصوب.

لَهُ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

خُوارٌ: مبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب صفة جسدا.

أَلَمْ يَرَوْا: الهمزة للاستفهام لم حرف جازم يروا مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعل والجملة مستأنفة.

أَنَّهُ: أن والهاء اسمها.

لا يُكَلِّمُهُمْ: فعل مضارع فاعله هو والهاء مفعوله والميم لجمع الذكور، ولا نافية والجملة في محل رفع خبر أن، وأن وما بعدها سد مسد مفعولي يروا.

وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا: فعل مضارع ومفعولاه، ولا نافية، والجملة معطوفة.

اتَّخَذُوهُ: فعل ماض مبني على الضم وفاعله ومفعوله والجملة مستأنفة، وجملة كانوا ظالمين معطوفة.

وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ: أي بعد ذهابه إلى جبل الطور للمناجاة

مِنْ حُلِيِّهِمْ: حلي القبط الذي كانوا استعاروه منهم لعرس فبقي عندهم، والحلي: ما يتخذ للحلية من ذهب أو فضة

عِجْلًا: صنع لهم السامري عجلاً من الحلي بعد إذابته، والعجل: ولد البقرة كالمهر لولد الفرس، والحوار لولد الناقة

جَسَداً: جسماً

لَهُ خُوارٌ: صوت يسمع، بوضع التراب الذي أخذه من حافر فرس جبريل في فمه.

والخوار: صوت البقر كالرّغاء لصوت الإبل

اتَّخَذُوهُ: إلهًا

وَكانُوا ظالِمِينَ: باتخاذه.