الآية رقم (17) - وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ

هذا واقعٌ لكلّ النّاس، والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ﴾، هل تتمّة الآية: فلا معطٍ له إلّا هو؟ الجواب: لا، انظروا إلى دقّة القرآن الكريم، بتوازن الآية في الذّهن البشريّ تكون: (وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلّا هو، وإن يمسسك بخيرٍ فلا معطٍ له إلّا هو)، لكن تتمّة الآية كانت:

﴿فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ﴾: ليس هذا الخير فقط، وفوقه أضعافٌ وأضعافٌ وأكثر من ذلك بكثيرٍ، فجاء تذييل الآية: ﴿فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ﴾.

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الرّقاق، باب ما جاء في الصّحّة والفراغ، وأن لا عيش إلّا عيش الآخرة، الحديث رقم (6049).

وَإِنْ: إن شرطية

يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ: فعل مضارع مجزوم بإن لأنه فعل الشرط، وقد تعلق به الجار والمجرور والله لفظ الجلالة فاعله والكاف مفعوله والجملة مستأنفة.

فَلا: الفاء رابطة لجواب الشرط ولا نافية للجنس

كاشِفَ لَهُ: اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، تعلق به الجار والمجرور له، وخبر لا محذوف تقديره موجود والجملة في محل جزم جواب شرط.

إِلَّا: أداة حصر.

هُوَ: بدل من محل اسم لا أو بدل من محل لا واسمها. وجواب الشرط (إِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ) محذوف تقديره: فلا راد له

ثم يأتي تعليل ذلك كله (فَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وهو مبتدأ الجار والمجرور على كل متعلقان بالخبر قدير.

شَيْءٍ: مضاف إليه وقدير خبر.

وَإِنْ يَمْسَسْكَ: يصيبك، والمس أعم من اللمس، فيقال مسّه السوء أي أصابه.

بِضُرٍّ: الضر: كل ما يسوء الإنسان في نفسه أو بدنه أو عرضه أو ماله، كالمرض والفقر. والضر يعقب الألم والحزن عادة.

بِخَيْرٍ: الخير: كل ما فيه نفع حقيقي طاهر في الحاضر أو المستقبل، كالعقل والعلم، والعدل، والمساواة والحرية، والصحة والغنى.

والشر ضده: وهو ما لا نفع فيه أصلاً أو ما كان ضرره أكبر من نفعه.