الآية رقم (159) - وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا

(إن) هنا النّافية وليست النّاهية، ما من أحدٍ من أهل الكتاب إلّا سيؤمن به قبل موته ويكون عليه شهيداً يوم القيامة، فهو سيعود وسينزل وهذا ما وعد به الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم في كثيرٍ من الأحاديث الصّحيحة، وأنّه سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، يقول صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تقوم السّاعة حتّى ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً»([1])، وهناك الكثير من الرّوايات الّتي تذكر أنّه سينزل جانب مئذنة المسيح عليه السَّلام في الجامع الأمويّ الكبير في دمشق، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «… إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعاً كفّيه على أجنحة ملكين …»([2]).

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب المظالم، باب 32، الحديث رقم (2344).
([2]) صحيح مسلم: كتاب الفتن وأشراط السّاعة، باب 20، الحديث رقم (2937).

وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف والتقدير: وما أحد من أهل الكتاب وإن نافية لا عمل لها والجملة مستأنفة

إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ: يؤمنن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل هو واللام واقعة في جواب القسم المقدر والجملة جواب القسم لا محل لها وإلا أداة حصر

بِهِ: متعلقان بيؤمنن وكذلك الظرف

قَبْلَ: متعلق بالفعل

مَوْتِهِ: مضاف إليه

وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ: الظرف يوم متعلق بالخبر «شَهِيداً» وكذلك الجار والمجرور «عَلَيْهِمْ» والجملة معطوفة واسم يكون ضمير مستتر تقديره: هو.

وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به: يعني: بعيسى

قبل موته: قبل موت عيسى

يوجِّه ذلك إلى أنّ جميعهم يصدِّقون به إذا نـزل لقتل الدجّال، فتصير الملل كلها واحدة، وهي ملة الإسلام الحنيفيّة، دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم.