الآية رقم (23) - وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ

الرّيب: هو الشّكّ، وهذا تحدٍّ إلهيّ حيث يقول للبشر: ﴿وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ، وقد نزل القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ إلى بيت العزّة في السّماء الدّنيا جملةً واحدةً في ليلة القدر من شهر رمضان، فقال سبحانه وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ[البقرة: من الآية 185]، وقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ[القدر]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿عَلَى عَبْدِنَايقصد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا تكريم له. وقد كانت أعظم معجزة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هي القرآن الكريم، وكانت له معجزات مشاهدة مثل الإسراء والمعراج وانشقاق القمر وتكثير الطّعام القليل بين يديه ونبع الماء من بين أصابعه وحنين الجذع إليه وتسليم الحجر عليه صلَّى الله عليه وسلَّم قال سبحانه وتعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى[الإسراء: من الآية 1]، وهنا في سورة (البقرة) يقول سبحانه وتعالى: ﴿مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا.. والعبوديّة لله عزَّوجل عِزٌّ وليست ذلّاً، قال أحد الشّعراء:

حسب نفسي عزّاً بأنّي عبدُ                     . يحتفي بي بلا مواعيد ربُّ
.

وَإِن: الواو استئنافية، إن شرطية جازمة تجزم فعلين مضارعين.

كُنْتُمْ: فعل ماض ناقص في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمها. والجملة استئنافية.

فِي رَيْبٍ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كان.

مِمَّا: أصلها من ما، ما اسم موصول في محل جر والجار والمجرور متعلقان بريب المصدر

نَزَّلْنا: فعل ماض وفاعله. والجملة صلة الموصول.

عَلى عَبْدِنا: متعلقان بالفعل نزلنا وعائده محذوف تقديره نزلناه.

فَأْتُوا: الفاء رابطة لجواب الشرط. أتوا فعل أمر مبني على حذف النون. والواو فاعل. والجملة في محل جزم جواب الشرط.

بِسُورَةٍ: متعلقان بالفعل فأتوا.

مِنْ مِثْلِهِ: متعلقان بمحذوف صفة لسورة، والهاء في محل جر بالإضافة.

وَادْعُوا: مثل «اعْبُدُوا» .

شُهَداءَكُم: مفعول به والكاف في محل جر بالإضافة، والميم لجمع الذكور.

مِنْ دُونِ: جار ومجرور متعلقان بالفعل ادعوا أو بمحذوف حال من شهداءكم التقدير منفردين عن الله.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

إِنْ كُنْتُمْ: إعرابها كالآية الأولى.

صادِقِينَ: خبر كان منصوب بالياء. وجواب الشرط محذوف تقديره فأتوا بها …

رَيْبٍ: شك.

عَبْدِنا: محمد.

عَلى عَبْدِنا: إضافة تشريف وتخصيص.

مِنْ مِثْلِهِ: أي المنزل، أي هي مثله في البلاغة وحسن النظم والإخبار عن الغيب.

وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ: أحضروا آلهتكم أو نصراءكم ورؤساءكم، أو من يشهد لكم يوم القيامة.

مِنْ دُونِ اللَّهِ: أي غيره لتعينكم.

إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ: في أنَّ محمداً قاله من عند نفسه، فإنكم عرب فصحاء مثله.

فَأْتُوا بِسُورَةٍ: الأمر خرج إلى معنى التعجيز، وتنكير السورة لإرادة العموم والشمول.

السورة: قطعة أو طائفة من القرآن، لها أول وآخر، أقلها ثلاث آيات.