الآية رقم (41) - وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ

﴿وَإِن كَذَّبُوكَ﴾: شاء الحقّ سبحانه وتعالى أن يأتي بالتّكذيب في مقام الشّكّ، فلم يقل: (إذا كذّبوك) بل قال: (إن) وهي تستعمل في المشكوك.

﴿فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ﴾: أي أبلغهم أنّي لا أريد أن أحملكم على ما أعمل، إنّما أريدكم أن تعملوا الخير، فإن لم تعملوا الخير فهذا لن يؤثّر في حصيلة عملي، والله سبحانه وتعالى أراد من النّبيّ صلى الله عليه وسلم أن ينقل الخير إلى أمّته، فإن ظلّوا على الشّرّ فلن ينال هذا الشّرّ من النّبيّ صلى الله عليه وسلم ؛ لأنّ خير البلاغ هو بالمنهج يعطيه : للآخرين، فهو أوّلاً يطبّقه على نفسه صلى الله عليه وسلم منهجاً وسلوكاً ويجازى عليه، والّذين يتأبّون على الاستجابة هم دائماً أصحاب المصالح والشّرور، ويظهر في هذه الآية أدب الحوار والمناقشة الرّاقي، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴾ {سبأ: من الآية 24}.

«وَإِنْ»: الواو استئنافية وإن شرطية.

«كَذَّبُوكَ»: ماض وفاعله ومفعوله والجملة ابتدائية وهي فعل الشرط.

«فَقُلْ»: الفاء رابطة للجواب وأمر فاعله مستتر والجملة في محل جزم جواب الشرط.

«لِي»: متعلقان بالخبر المقدم المحذوف.

«عَمَلِي»: مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة والياء مضاف إليه والجملة مقول القول.

«وَلَكُمْ»: الواو عاطفة ومتعلقان بالخبر المقدم المحذوف.

«عَمَلُكُمْ»: مبتدأ مؤخر والكاف مضاف إليه والجملة معطوفة.

«أَنْتُمْ»: مبتدأ.

«بَرِيئُونَ»: خبر مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والجملة مستأنفة.

«مِمَّا»: مؤلفة من حرف الجر من وما الموصولية ومتعلقان ببريئون.

«أَعْمَلُ»: مضارع فاعله مستتر والجملة صلة.

«وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا»: معطوف على ما تقدم وإعرابه مثله.

«تَعْمَلُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة.

وَإِنْ كَذَّبُوكَ: أصروا على تكذيبك.

لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ: أي لكل جزاء عمله، وأنا بريء من عملكم، وبما أني تبرأت منه فقد أعذرت.

أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ” لا تؤاخذوني بعملي ولا أؤاخذ بعملكم.