الآية رقم (35) - وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ

الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم معصومٌ، وليس المقصود بهذه الآية مظنّة أنّه سيفعل ذلك، وأنه سيكون من الجاهلين، لا، فهي تنزيهٌ للرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم من أن يكون في صفّ الجاهلين، حتّى لا يحمل الإنسان الآية على غير محملها، وكثيرٌ هم الّذين يتصدّون لآيات القرآن الكريم ويفسّرونها بأقوالهم كيفما شاؤوا، ويخرجون عن كلّ قواعد اللّغة العربيّة وقواعد التّفسير والدّين.

وَإِنْ: الواو استئنافية إن شرطية جازمة

كانَ: فعل ماض ناقص واسمها ضمير الشأن المحذوف وخبرها الجملة الفعلية

كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ: عليك متعلقان بكبر، وجملة إن كان مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ: الفاء رابطة لجواب الشرط، إن شرطية، استطعت فعل ماض والتاء فاعله وهو في محل جزم فعل الشرط، والجملة في محل جزم جواب الشرط

أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً: مضارع منصوب بأن ومفعوله وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت، وأن والفعل في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به والتقدير إن استطعت ابتغاء

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بمحذوف صفة نفق.

أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ: عطف على (نَفَقاً فِي الْأَرْضِ) وإعرابها كإعرابها.

فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ: مضارع معطوف على تبتغي، تعلق به الجار والمجرور والهاء مفعوله وفاعله أنت وجواب الشرط محذوف تقديره إن استطعت فافعل.

وَلَوْ شاءَ اللَّهُ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل ولو حرف شرط غير جازم

لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى: فعل ماض ومفعوله وفاعله هو واللام واقعة في جواب لو والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم

فَلا تَكُونَنَّ: الفاء الفصيحة، لا ناهية جازمة، تكونن مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والنون حرف لا محل له، وهو في محل جزم بلا.

مِنَ الْجاهِلِينَ: متعلقان بمحذوف خبر الفعل الناقص تكونن، والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر إذا علمت ذلك فلا تكونن من الجاهلين.

كَبُرَ: عظم وشق عليه وقعة

إِعْراضُهُمْ: الإعراض: التولي والانصراف عن الشيء رغبة عنه أو احتقارًا له، والمراد: إعراضهم عن الإسلام، وقد كبر على الرسول صلّى الله عليه وسلّم إعراضهم لحرصه عليهم

فَإِنِ اسْتَطَعْتَ: صار في مقدورك باستكمال الأسباب التي تمكنك من فعله

أَنْ تَبْتَغِيَ: تطلب ما فيه كلفة ومشقة، ويكون في الخير كابتغاء رضوان الله، وفي الشر كابتغاء الفتنة

نَفَقاً: سرباً في الأرض، وهو حفرة نافذة لها مدخل ومخرج

أَوْ سُلَّماً: مصعداً أو مرقاة، مأخوذ من السلامة، لأنه الذي يسلمك إلى مكان صعودك، وتذكيره أفصح من تأنيثه.

بِآيَةٍ: معجزة مما اقترحوا.المعنى: أنك لا تستطيع ذلك، فاصبر حتى يحكم الله

وَلَوْ شاءَ اللَّهُ: هدايتهم

لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى: ولكن لم يشأ ذلك، فلم يؤمنوا

فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ: بذلك، الجهل هنا: ضد العلم، وليس كل جهل عيباً لأن الإنسان محدود العلم، وإنما العيب بجهل ما يجب عليه علمه، أو ما ينبغي عليه معرفته من الكمال في حقه.