كانت المرأة قبل الإسلام أداة للزّينة وللمتعة، وممتهنة الحقوق والكرامة، لا حقَّ اقتصاديّاً ولا اجتماعيّاً لها ولا تملك شيئاً، بينما جاء الإسلام وخاطب المرأة والرّجل على السّواء في الحقوق والواجبات: (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ) [البقرة: من الآية: 228]، ووضع القاعدة الذّهبيّة للعلاقة بين الرّجل والمرأة كما جاء في حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «فاتّقوا الله في النّساء فإنّهنّ عندكم عوان لا يملكن لأنفسهنّ شيئاً، وإنّ لكم عليهنّ حقاً لا يوطئن فرشكم أحداً غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهنّ فعظوهنّ واهجروهنّ في المضاجع واضربوهنّ ضرباً غير مبرّح، ولهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، فإنّما أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله»([1]).
وفي تاريخنا نساء فاضلات عُرفن بحكمتهنّ ورجاحة عقلهنّ، منهنّ السيّدة خديجة رضي الله عنها عندما نزل نبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم من غار حراء، وقد فجأه الوحي أوّل مرّة، عاد إليها وهو يرتجف قائلاً: «زمّلوني، زمّلوني»، فزمّلوه حتى ذهب عنه الرّوع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: «لقد خشيت على نفسي»، فقالت خديجة: “كلا والله، ما يخزيك الله أبداً، إنّك لتصل الرّحم، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتُقري الضّيف، وتُعين على نوائب الحقّ”([2])، والله لن يخزيك الله أبداً يا محمّد وذهبت به إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، ومنهنّ السّيّدة عائشة كانت تعلّم النّاس أحكام الإسلام، والسّيّدة فاطمة والسّيّدة زينب كذلك…
لقد كانت المرأة عنواناً أساسيّاً بالنّسبة للحقوق الّتي بيّنها الإسلام.