الآية رقم (8) - وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ

﴿الْخَيْرِ﴾: المقصود هنا المال.

فالإنسان يحبّ المال حُبّاً شديداً، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾ [الفجر]، وقلبه معلّقٌ به، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَعِس عبد الدّينار، تَعِس عبد الدّرهم، تَعِس عبد الخميصة، إن أُعطِي رضي، وإن مُنِع سخط، تَعِس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش»([1])، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لو أنّ لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلّا التّراب، ويتوب الله على من تاب»([2])، فالإنسان يودّ أن تكون له الدّنيا بما فيها ولا يشبع، ولا يملأ عينه إلّا التّراب، وبما أنّه مُحِبٌّ للمال فهو حريصٌ عليه بخيلٌ به، لا يؤدّي حقّ الله سبحانه وتعالى  وحقّ الفقراء، ولا يبذل ولا يُنفق منه. والمال يُقصد به أيضاً أكل مال الميراث.

﴿لِحُبِّ﴾: كلمة: (حبّ) مصدرٌ، والمصدر أحياناً يُضاف إلى فاعله أو مفعوله الواقع عليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا﴾  [الإنسان]،  ﱣﱓ ﱔﱢ؛ أي مع حبّه له وتعلّق قلبه به.

 


([1]) المعجم الأوسط للطّبرانيّ: ج3، باب من اسمه إبراهيم، الحديث رقم (2595).
([2]) صحيح البخاريّ: كتاب الرّقاق، باب ما يُتّقَى من فتنة المال، الحديث رقم (6075).

وَإِنَّهُ: إن واسمها

لِحُبِّ: متعلقان بشديد

الْخَيْرِ: مضاف إليه

لَشَدِيدٌ: اللام المزحلقة

شديد: خبر إن. والجملة معطوفة على ما قبلها.

﴿الْخَيْرِ﴾: المقصود هنا المال.