الآية رقم (46) - وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ

﴿وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ﴾: (وإمّا) مكوّنةٌ من (إن) و(ما)، وإنّ الّذين كذّبوا بالرّسول صلى الله عليه وسلم فالله جل جلاله يعدهم بالعذاب والهوان والعقاب والفضيحة، فإمّا أن ترى ذلك يا محمّد، وإمّا أن نتوفّينّك قبل أن ترى هذا في الدّنيا، ولكنّك ستراه في الآخرة، حين تشاهدهم في الهوان الأبديّ الّذي يصيبهم في اليوم الآخر، فالقضيّة ليست قضيّة الحياة الدّنيا فقط، وإنّما حياة الدّنيا والآخرة، فلا ننظر إلى مشهدٍ واحدٍ من مسرح الحياة، هم قالوا: لا إله، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: هناك إلهٌ خالقٌ، وهم ادّعوا بقدرتهم على نشر العدل بين البشر، لكنّ وعد الله سبحانه وتعالى حقٌّ ووعده عز وجلهو العدل المطلق؛ لأنّ هذا العدل هو في الدّنيا وفي الآخرة.

﴿ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ﴾: فلا تحتاج شهادةً من أحدٍ؛ لأنّه سبحانه وتعالى شهيدٌ على ما يفعلون، ﴿ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ {النّساء: من الآية 79}.

و «إِمَّا»: الواو استئنافية وإما مؤلفة من إن الشرطية وما الزائدة.

«نُرِيَنَّكَ»: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم فعل الشرط وجملة فعل الشرط ابتدائية والفاعل مستتر والكاف مفعول به أول.

«بَعْضَ»: مفعول به ثان.

«الَّذِي»: اسم موصول مضاف إليه.

«نَعِدُهُمْ»: مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة.

«أَوْ»: عاطفة.

«نَتَوَفَّيَنَّكَ»: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر والكاف مفعوله والجملة معطوفة.

«فَإِلَيْنا»: الفاء رابطة للجواب ومتعلقان بالخبر المحذوف المقدم.

«مَرْجِعُهُمْ»: مبتدأ مؤخر والهاء مضاف إليه والجملة في محل جزم جواب الشرط.

«ثُمَّ»: عاطفة.

«اللَّهُ شَهِيدٌ»: لفظ الجلالة مبتدأ وشهيد خبر والجملة معطوفة.

«عَلى ما»: اسم الموصول في محل جر بعلى وهما متعلقان بشهيد.

«يَفْعَلُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة.

وَإِمَّا: أدغمت فيه نون إن الشرطية في ما المزيدة.

نُرِيَنَّكَ: نبصرنك.

بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ به: من العذاب في حياتك، كما أراه يوم بدر، وجواب الشرط محذوف أي فذاك.

أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ: قبل تعذيبهم.

فَإِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ: فنريكه في الآخرة، وهو جواب: نتوفينك.

ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ: مطلع أو مجاز عليه، فإنه ذكر الشهادة وأراد نتيجتها.

عَلى ما يَفْعَلُونَ: من تكذيبهم وكفرهم، فيعذبهم أشد العذاب.