لأنّهم كانوا يعدّون التّماثيل اللّات والمناة والعزّى هي الآلهة الّتي تقرّبهم من الله زلفى.
﴿وَإِذْ قَالُوا﴾: أي الوقت الّذي قالوا فيه.
﴿اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ﴾: إن كان هذا هو الحقّ من عندك، يفترض أن يقولوا: نتّبعه، لكنّهم قالوا غير ذلك، لماذا؟ الجواب: لأنّهم لا يريدون أن يأتي الحقّ على يد النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وإنّما يريدون أن يكون على يد رجلٍ من القريتين عظيم، كما كانوا يقولون، ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾ [الزّخرف]، فهنا بدلاً من أن يقولوا: آمنّا، قالوا: ﴿فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ كما جرى مع أصحاب الفيل: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾ [الفيل]، فهم يتحدّون بهذا الكلام.